الجمعة 2024/10/18 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 29.95 مئويـة
السرد والقصيدة والرواية العربية !!
السرد والقصيدة والرواية العربية !!
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

عبدالواحد محمد

 روائي عربي

........

بين الرواية العربية والقصيدة  النثرية    لمحات من  زمن  مضي  وحاضر  ومستقبل فيهما  السرد  العربي  يضعنا في امتحان طاريء  احيانا بدون مقدمات  عندما يتحول الروائي إلي  شاعر   والشاعر إلي روائي لكونهما   يقينا  تعبير  يتضمن   فلسفة الأدب  والأدباء في محطات العمر    ومضات  العمر  بكل دروب  وعالم الرواية العربية 

لا ريب   الحياة   تكتب   محطات  ثقافية ممتدة بلا حدود مع الآخر !

والح علي خاطري  فجأة  وبدون مقدمات  مسبقة   تلك الفكرة  الفلسفية  لو دعيت إلي أمسية شعرية  طارئة  ماهي المعايير التي اتبعها  بكل  رهبة اللحظة والظرف القدري

بصفتي روائي  عربي  كاتب  تلك السطور المتواضعة  فلو  اخترت قصيدة  لشاعر ما  كي  القيها  في مناسبة  ما  وخاصة لو كانت وطنية  او رومانسية  الخ

  وهي  لابد  بلا نقاش   ان  اضع  في الحسبان  قوة النص من حيث التأثير علي الحضور وطبقات  ودرجات  الصوت التي سوف القي بها القصيدة  نيابه عن شاعر ما  لم يأتي فجأة  او شاعر  راحل كبير

 ومدي الظروف  عامة  والتاريخ  الزمني التي منحت الشاعر  صاحب القصيدة   تلك الحالة التي سوف  انقلها للقاريء  في حينه سواء كان ذلك  في فعالية ثقافية او كتاب او عبر الأثير والتلفزة   او زوم   علي سبيل المثال لا  الحصر  الخ  .

مؤكد لدي العديد من التساؤلات الداخلية كروائي عربي   حول القصيدة قبل القاءها   وسط محفل ثقافي عربي  ويقينا  سوف  يدور في ذهني دوما  بعض من شعراء القصيدة العربية العميقة  مثل محمود درويش  في رائعته خبز امي   ونزار قباني في قالت لي السمراء و شيخ القصيدة   الجواهري  والمبدع   كريم العراقي   لكونهما   من وجهة نظر خاصة   هما الرواية العربية بمشاعر القصيدة   بل بكل  مشاعر  وطن عظيم  واوطان عربية غالية .

المدهش والمثير من  حيث تعديل النص الشعري  احيانا  بدون  إذن مكتوب من الشاعر  الموجود علي قيد الحياة   حكاية اخري 

     مؤكد  للتساؤل  حالة  موقف  والحالة   التي سوف القي فيها القصيدة  ممكن تبديل كلمة   او اضافة بعض الكلمات التي تناسب  شكل  القصيدة حتي لا يكون ذلك اعتداء  علي قصيدة الشاعر الكبير   مع الاعتذار لو لزم الاعتذار لخطا غير مقصود وهذا وارد  وايضا الخطأ.  لان شاعر القصيدة  الأصلي

 هو  يقينا ادري بالنص  لكنها بالطبع الظروف   وثقافة  من يلقي قصيدة  نثرية  لغيره من شعراء العربية  الكبار في ظرف استثنائي  وملح  وغير وارد في ذهنه من قبل لكنها الظروف القدرية ظروف الرواية العربية   

واتذكر أنني استدعيت بالفعل لإلقاء  قصيدة لشاعر العراق الكبير  عبدالواحد  عبدالرازق  في ندوة للجنة العربية في نقابة الكتاب المصرية منذ عام تقريبا   كاتب تلك السطور المتواضعة  بصفتي روائي و نائب رئيس اللجنة العربية  والقيتها في حضور عراقي   عربي وكانت القصيدة هي

كبير على بغداد أنّي أعافُها

 

وأني على أمني لديها أخافُها

 

كبيرٌ عليها  بعدما شابَ مفرقي

 

وجفَّتْ عروقُ القلبِ حتى شغافُها

 

تَتبَّعثُ للسَّبعين شطآنَ نهرِها

 

وأمواجَهُ في الليلِ كيف ارتجافُها

 

وآخَيتُ فيها النَّخلَ طَلعاً، فَمُبسِراً

 

إلى التمر  والأعذاقُ زاهٍ قطافُها

 

تَتبَّعتُ أولادي وهم يملأونها

 

صغاراً إلى أن شَيَّبتهُم ضفافُها!

 

تتبَّعتُ أوجاعي، ومسرى قصائدي

 

وأيامَ يُغني كلَّ نفسٍ كفافُها

 

وأيامَ أهلي يملأُ الغيثُ دارهَم

 

حياءً  ويُرويهم حياءً جفافُها!

 

فلم أرَ في بغداد، مهما تلبَّدتْ

 

مَواجعُها، عيناً يهونُ انذرافُها

 

ولم أرَ فيها فضلَ نفسٍ، وإن ذوَتْ

 

ينازعُها في الضائقات انحرافُها

 

وكنّا إذا أخَنَتْ على الناس غُمّةٌُ

 

نقولُ بعون الله يأتي انكشافُها

 

ونغفو، وتغفو دورُنا مطمئنّةً

 

وسائُدها طُهرٌ، وطهرٌ لحافُها

 

فماذا جرى للأرض حتى تبدَّلتْ

 

بحيث استوَتْ وديانُها وشِعافُها

 

وماذا جرى للأرض حتى تلوَّثت

 

إلى حدّ في الأرحام ضجَّتْ نِطافُها

 

وماذا جرى للأرض.. كانت عزيزةً

 

فهانتْ غَواليها، ودانت طِرافُها

 

سلامٌ على بغداد.. شاخَتْ من الأسى

 

شناشيلُها.. أبلامُها.. وقِفافُها

 

وشاخت شواطيها  وشاخت قبابُها

 

وشاخت لفرط الهمِّ حتى سُلافُها

 

فلا اكتُنِفَتْ بالخمر شطآنُ نهرِها

 

ولا عاد في وسعِ النَّدامى اكتنافُها!

 

سلامٌ على بغداد.. لستُ بعاتبٍ

 

عليها  وأنَّى لي وروحي غلافُها

 

فلو نسمةٌ طافتْ عليها بغيرِ ما

 

تُراحُ بها أدمى فؤادي طوافُها

 

وها أنا في السَّبعين أُزمِعُ عَوفَها

 

كبيرٌ على بغداد أنّي أعافُها!

ويقينا  لم القي القصيدة كصاحبها  المبدع  الكبير  ذو الموهبة الفذة  مع الاعتذار مهما كانت مجاملة الحضور الكريم لروائي وضعته الظروف في موقف لا يحسد عليه

وبالطبع لابد أن يكون  لدي  الروائي  غير   الشاعر  استعداد مسبق  بالندوة او الأمسية  او  المهرجانات الشعرية ذات الطابع الثفافي لأن  الشعر والقصيدة حضور مباشر من الشاعر   وعلاقة مع جمهور الشعر العربي  مباشرة بعكس الروائي  والرواية تقرأ في كتاب عبر وسائط الإنترنت  أو الورق   الخ

لاريب في  الغالب  اعتمد  كروائي علي  تدوين مسبق  لما سوف اقدم عليه  من  قص الحكاية  طرح الحكاية  اه طرح  القصيدة 

  لكن  حالة الروائي  الذي يحفظ    القصيدة   بوعي

وبدون أن   يقرأ من ورق  لكون  العفوية اقرب للاديب للوصول إلي الجمهور  جمهور الشعر العربي  من خلال تدوين القصيدة في ذهنه وليس الورق او الهاتف أو اي وسيلة اخري غير الذاكرة  اعتقد امتع   مهما  كانت بعض الأخطاء الواردة  حتمية  لانه من المعروف أن  الشعراء افضل وأعمق في إلقاء القصائد اكثر من الروائيين  وغيرهما من المثقفين

لتبقي الرواية والقصيدة  محطة من محطات ثقافتنا العربية التي لا تعرف   زمن وتاريخ

هما كل زمن وتاريخ الرواية والقصيدة في عناق وطن

وشكر لصاحبة تلك  الرؤية الشاعرة الاردنية جمانة الطراونة ومجلة القوافي الإماراتية التي  كانت  المتصفح  لفلسفة  تلك الحالة بين القصيدة والرواية العربية   وكل الامنيات الطيبة   دوما للقصيدة العربية من المحيط إلي الخليج   والرواية  العربية هي الأخري  دائما هي   سرد بناء ووئام وسلام ووطن .

 

 

 

المشـاهدات 150   تاريخ الإضافـة 28/06/2024   رقم المحتوى 48457
أضف تقييـم