الجمعة 2024/10/18 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 21.95 مئويـة
صدق الهدهد وكذب نتنياهو!
صدق الهدهد وكذب نتنياهو!
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب د. محمد المعموري
النـص :

لم يشاهد العالم كذبة كالتي صدقها الامريكان  يوم امس في “الكونغرس الامريكي”  وهو  يصدق قاتل يتباكى بأكاذيب ملفقة وسط تصفيق وحفاوة كبيرة عندما كان نتنياهو يستعرض هجوم السابع من اكتوبر بين تصفيق وحفاوة بوقوف  وجلوس  لا عضاء الكونغرس الامريكي الذين اعطوا الحق لهذا المدعي بالكلام والاسهاب بالكلام مبرمجا كلامه بشواهد ملفقة وبأكاذيب مصطنعة وبخداع لم يكن يجرأ ليطرحه لولا انه يعلم انه ذاهب ليكذب فيصدق .واذا كان الكونغرس الامريكي حريص على التجلي بالحقيقة والوقوف مع المظلوم والاستماع بكل حيادة فلماذا لا يسمح للفلسطينيين من طرح قضيتهم كما سمحوا للقاتل بطرح ما يسمى بقضيته ، ولماذا لا يصدقون اعضاء الكونغرس حقيقة ما طرح في محكمة العدل الدولية  ومحكمة الجنايات الدولية  من حقائق بحق هذا القاتل جميعها ادانته  واصدرت   بحقه ما يستحقه من احكام  ، ولماذا لم يسأله اعضاء الكونغرس  الامريكي عن اكثر من (٣٥) الف شهيد فلسطيني وسبعين الف جريح وتدمير بيوتهم وحصارهم فاصبحوا بين متشرد وجائع ومنتظر لمصيره في بقعة من الارض تحاصرها الصهيونية بسلاح اقل ما يقال عنه سلاح  ابادة انسانية وقتل في  غفلة مفتعلة من  العالم فاصبح ابناء غزة فريسه لمجرم يلبس اليوم ثوب البراءة ويدين كل من يتظاهر ضده ويشيد ب “بايدن ”   ويتشدق بان بايدن صهيوني وانه داعم له في قتل الابرياء .لم يشهد العالم عارا كما شهدته قاعة الكونغرس  الامريكي يوم امس فأننا امام عالم تتحول فيه اركان العدالة ويصبح الذئب برياء والشاة هي القاتل فيخفي الذئب انيابه وتبقى رائحته تزكم الانوف ليميز من له عقل اين الحقيقة ويغفل عنها من ليس له الا الحقد على كل عربي وكأن  غزة اليوم هي بؤرة الارهاب ، ولكن من هم قادة الارهاب ؟ .الم يستمع اعضاء الكونغرس   لمحكمة العدل الدولية ومحكمة  الجنايات   وهما يدينان نتنياهو ويقدمانه كمجرم حرب انتهك حقوق الانسان وقاد حرب ابادة ضد الشعب الفلسطيني لازالت مستمرة .. ،  ام ان الشعب الفلسطيني هو الشعب الذي حرقهم في هولوكوست   الالمانية وهو الان يذكرها في خطابه وكانه يرد الثأر  على مرتكبيها من الفلسطينيين “وما علاقة الفلسطينيين بتلك المحرقة ”   وتناسى  فنسى  ان الهولوكوست  هو من ينفذها الان  ضد  الشعب الفلسطيني الاعزل وهي تنفذ  منذ  اكثر من سبعين عام وان الشعب الفلسطيني هو وحده من يتعرض لتلك المحرقة في هذا العالم الذي تغافل عن حقوقه ونسى  وتناسى انه يقتل ويهجر وتقطع اوصاله ، اقول لماذا اعطي لنتنياهو الحق في استعراض كذبه ولم يعطى للفلسطينيين الحق في الدفاع عن انفسهم ، لقد كان خطاب نتنياهو هجوما اخر على الذات الفلسطينية فتجلت به كل آيات الكذب والخداع …. ،  الم يلاحظ العالم ان نتنياهو يستعرض “مظالمة ” ويجلب معه جنودا يظنهم ابطال ورهينه حررها كما يدعي بعد ان قتل الاطفال والشيوخ والنساء في مخيم للاجئين  .لقد صفق له من هم له داعمون ووقفوا له من هم له مساندون لانهم يعلمون ان نتنياهو هو من يحقق لهم اهدافهم وان ما يقوم به من حرب ابدة هو مبتغاهم وانهم معه قلبا وقالبا .لقد كانت  قاعة الكونغرس يوم امس تصدق اكبر  كذبه وتدعم اكبر قاتل وتصفق للإبادة ضد الفلسطينيين ، وان كل ما يدعون من حقوق الانسان تلاشى واصبح في خبر كان .فماذا اراد نتنياهو واعضاء الكونغرس من هذا الاستعراض الفاشل ..؟ ، اكيد كان مبتغاهم تلميع صورة القاتل ومسح الشوائب عنها ، واعلان تأييد امريكا  بالكونغرس   لهذه الابادة ، وفك العزلة ومساندة  حكومة الابادة في تل ابيب ، وكذلك رسالة الى الكيان وشعبه  ان امريكا مساندة لكل الافعال التي يرتكبها رئيسهم وانهم ناضين بدعمهم سياسيا اقتصاديا  وعسكريا … ولقد اشار بخطابه انه سيحرر كل المحتجزين وهذا يعني سيدمر اي هدف داخل غزة او رفح وربما في الضفة الغربية وكان يؤكد انه ماض بهذه الابادة مع الامريكان حتى تحقيق مبتغاه  … ،.والاهم ان الهدهد لم يكذب و أتى  بالخبر اليقين فكانت صوره ومسحه الجوي تهون علينا ما  سمعناه من اكاذيب وتعزينا بما بلاقيه الشعب الفلسطيني من الم وجحود  فالهدهد لم يكذب وكذب نتنياهو ، والهدهد قال الحق (وفَسقَ )  نتنياهو ،  الهدهد اتى بأخبار القوم مواقعهم قواعدهم قادتهم حتى شوارعهم وحركة سياراتهم وتضاريس ارضهم وغرف جلوسهم واسماء قادتهم وتواجدهم ، كل هذا جاء به الهدهد فصدق الهدهد وكذب نتنياهو .ولمن ليس له بصر ولا بصيرة اقول هل تصدقون بعد اليوم ان جيش الاحتلال لا يخترقه احد ، (هدهد) اخترق اسواره فاين طائراتكم واسلحتكم وجيوشكم … ؟! .اين انتم من غزة واين شعاراتكم ،لقد صدق الهدهد وجاء بالخبر اليقين وكذب عرب اللسان فتخلوا عن غزة بلا ضمير وكذب نتنياهو وصدق الهدهد .

 

 

المشـاهدات 59   تاريخ الإضافـة 26/07/2024   رقم المحتوى 50122
أضف تقييـم