الثلاثاء 2025/4/29 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غائم جزئيا
بغداد 31.8 مئويـة
نيوز بار
فوق المعلق الفاسدون ليسوا وحدهم السراق
فوق المعلق الفاسدون ليسوا وحدهم السراق
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب الدكتور صباح ناهي
النـص :

يجلس " الباشا "، مصدقاّ انه باشا حقيقي ، بعد ان اسبغ عليه حاشيته من ( شلة ) المنتفعين الالقاب والتوصيفات ، المجافية للحقيقية والتي في وجهها الاخر تذم صاحبنا كل لحظة  لا تمتدحه، لان ( من مدحك بما ليس فيك فقد ذمك ) ،

  لكن الباشا ( متونس) ، على الالقاب  والتوصيفات التي يتلقاها كل حين لتشبع نوازعه ، وتبعده للحظات عن ذاكرة الفقر  والعوز والضيم ، التي مر ّ بها قبل ان يرتقي لمرحلة ( الباشا ) التي عاشها طيلة حياته ، وهو اليوم تحاصره الالقاب والنعوت من كل حدب او صوب، وان كانت بغير حق وليست في محلها ، ولكن كي يثبت باشويته المزيفه ، يسحب كل حين شدة من المال وينثرها فوق رؤوس الراقصات ، والمغنية التي تلهج باسمه ، او يمنح متنحية الهبات والعطايا ، ظاهرة شاذة تلك هي رمي المال فوق رووس المغنيات ، دون اي وازع من غيره او شعور لقيمة المال الذي هو زينة الحياة الدنيا ، التي كان الناس تعده نعمة ، والذين كانوا ينزلون على الفلس الاحمر  في الطرقات و يلتقطونه من  الارض ، ويقبلونه ،كنعمة خشية فقدانها ،

   نعم تغير الحال وماعاد للدينار قيمة تذكر ، فصارت الملايين هي الرقم الذي يتداول ، لكن جمعها وانفاقها هي المحنة التي ابتلى الله بها هذا العصر النفطي ، الذي جلب اكثر من مائة مليار دولار ، تنفق عشوائيا ، دون تنمية ومن دون وجع قلب ،وانحصرت على تجار وسياسيين ، وفضائيين ، يمثلون ( حالة ) ولا اقول دولة ، لان الدولة اعظم قيمة في مؤسسات المجتمع تشور ، فهي عنوان وتاريخ وتضحيات وشهداء وفقراء ، وشعب مظلوم ، لكنه انتظر هذا اليوم لينتقض على مظلوميته ، ويحقق جزءً  من أحلامه بحياة كريمة وبعض رفاه  ، لكنها ظلت أمنية نتحدث عنها كمصطلحين متمنين الخير للشعب  ورفع المظلومية التاريخية عن شعبنا ، لكنها لم ترفع بل تكرست مظلومية اكبر بفعل الظواهر اعلاه ، وتكدس الثروة عند ناس وظلت ناس وهم الاغلبية يتمنون ان تزول الغمة ،ويصلح النظام نفسه ، لكن دون جدوىً ،

السؤال المؤرق هل هؤلاء "الباشوات " الفضائيين مسؤولين وحدهم عما يقترفوه من جرائم سلب الاموال ، تلاحقها الدولة واجهزة النزاهة يوميا ً؟

أم تشترك معهم أسرهم وعوائلهم وابناءهم ، ؟ لعل من يقول؛  وما ذنبهم اموال تتدفق عليهم تجعلهم في قمة الواجهة الاجتماعية وتوفر لهم ما يحتاجون وما لا يحتاجون للإنفاق والشراء القصور ، وتامين مستقبلهم إلى مائة عام مقبلة ، دون ان يشعروا كيف جمع ذويهم تلك الاموال وأي السبل سلوكها ، وهل كانت بعرق جبين ، كما يفعل الأسوياء من الناس ؟ وكيف تكدست الثروات هكذا ، دون اكتراث لسمعة او دين !؟

لكن حتى يقع الفأس بالرأس وتقبض الدولة

 على ذلك الفاسدين متلبسين  ً بسلوك مخالف للقانون ، وتودعه  السجن ثم تستلمه وسائط الاعلام وتنشر تسريبات ومشاهد عن بطولاته في النثر ،او مظاهر الثراء ليتحول إلى مادة في مأدبة الفضائح المتكررة ، التي نطالعها بين حين واخر لسياسيين ونواب صدعوا رؤوسنا بالفضائل والمثل وقيم وكانوا يغطون عن افعالهم في الجباية ،،عالم سرعان ما يكشف عن نفسه في لعبه محترفي كسب المال بوسائل غير مشروعة ؟ لكن الله دوما يمهل ولا يهمل ؟

وان دول كثيرة غيرنا مرت بظروف أقسى ، لكن ارادة  الشعب وقوته هي كلمة الفصل وبفعل القانون وشجاعة القضاة .

المشـاهدات 208   تاريخ الإضافـة 30/07/2024   رقم المحتوى 50451
أضف تقييـم