النـص : الغواصات النووية نوع من الغواصات تعمل بالطاقة النووية وتتميز بعدد من الخصائص التي تجعلها متفوقة على الغواصات العاملة بالديزل في العديد من النواحي.يمكنها البقاء تحت الماء لفترات طويلة جداً دون الحاجة للظهور إلى السطح للتزود بالوقود أو الهواء، بفضل استخدام الطاقة النووية التي توفرها المفاعلات النووية على متنها. كما توفر الطاقة النووية مدى غير محدود تقريباً، ما يجعلها قادرة على تنفيذ مهام طويلة الأمد بدون الحاجة للتزود بالوقود.مما يجعلها تتحرك بسرعات أكبر من نظيراتها التي تعمل بالديزل، وهذا يتيح لها تنفيذ عمليات هجومية ودفاعية بسرعة وفعالية أكبر.ولها القدرة على حمل الأسلحة النووية، والصواريخ باليستية أو صواريخ كروز، مما يعزز قدرتها الاستراتيجية ويجعلها جزءاً مهماً من القوة النووية للبلدان المالكة لها.هذه الميزات تجعل الغواصات النووية عنصراً استراتيجياً هاماً في النزاعات الدولية والأمن البحري.وفي عمق البحار والمحيطات بصمت قاتل تتحرك الغواصات النووية ذات القوى الهائلة في الاستراتيجية العسكرية الحديثة، حيث تلتقي التقنيات الحديثة بالقدرات العسكرية، لتظهر الغواصات المقاتلة كرموز للقوة والتفوق الاستراتيجي. وإن الغواصات التي سوف تتحدث عنها السطور التالية تمثل القوة العسكرية البحرية، وهي مصممة لتحقيق التفوق في أعماق المحيطات، حيث تحمل أعتى الأسلحة وتحقق أصعب الأهداف. وتجسد هذه الغواصات قمة التكنولوجيا العسكرية البحرية وتعكس مدى التقدم الذي وصلت إليه القوى العظمى في مجال صناعة الغواصات. كما تعكس كل واحدة من هذه الغواصات الاستراتيجية العسكرية الخاصة بدولها وتعزز من قدرتها على التحكم في المحيطات وضمان التفوق في أي نزاع محتمل. كما تلعب دوراً حيوياً في الحفاظ على التوازن العسكري العالمي, ورغم التطور التكنولوجي الذي يحكم العالم. تبقى هذه الغواصات القوة التي لا يستهان بها في الحفاظ على توازن القوى العالمي. 1 . الغواصة الروسية بوري (Project 955 Borei): تعد من أحدث وأقوى الغواصات الروسية، التي تُعرف أيضاً بمشروع 955. من أحدث الغواصات الروسية وأكثرها قوة. دخلت الخدمة لأول مرة في عام 2013. وتتمتع بقدرات تكنولوجية متقدمة تجعلها قادرة على حمل 16 صاروخا نوع "بولافا" الباليستية التي تمتاز بقدرتها على حمل 10 رؤوس نووية ، وهي من نوع الصواريخ العابرة للقارات. يحمل الواحد منها 10رؤوس نووية, مزودة بسونار خارق يمكنه تتبع 30 هدفا في وقت واحد, نظامها المائي الصوتي يوفر قدرة استشعار تفوق الأنظمة الأمريكية بنحو 50%. . تعتبر بوري نقطة قوة استراتيجية في البحرية الروسية مما يجعلها تشكل تهديداً كبيراً في أي صراع نووي. 2 . الغواصة فرجينيا الأمريكية (Virginia-class Submarines): تُعد فرجينيا من أحدث جيل من الغواصات الهجومية التابعة للبحرية الأمريكية، حيث دخلت الخدمة في أوائل العقد الأول من الألفية الجديدة. تتميز بتكنولوجيا متقدمة تجعلها غير مرئية تقريبا للرادارات وتتمتع بقدرات جمع المعلومات التي تجعلها قوة مهيمنة تحت الماء. وتسمى جاسوس البحار اخطر جامع لمعلومات البحار والمحيطات يمكنها التخفي تحت الماء لمدة ثلاثة أشهر بفضل محركها النووي, ويرافقها لقب جاسوس البحار وتبلي اسرع من المتوقع.3 . الغواصة أوهايو الأمريكية (Ohio-class Submarines):غواصة أوهايو هي من الجيل الأقدم لكنها لا تزال واحدة من أقوى الأسلحة البحرية الأمريكية. أُدخلت إلى الخدمة في الثمانينيات من القرن الماضي، وهي قادرة على حمل 24 صاروخاً باليستياً من طراز "تريدينت "، التي يمكن لكل منها حمل ما يصل إلى 12 رأساً نووياً. تعتبر "شبح البحار" من الغواصات ذات القدرة التدميرية العالية.تستطيع غواصة أوهايو أن تظل غير مرئية تقريباً بفضل قدرتها على التسلل تحت الماء دون أن تكتشف، ويمكنها البقاء في أعماق المحيطات لفترات تصل إلى ثلاثة أشهر دون الحاجة إلى الصعود إلى السطح. تعتبر هذه الغواصات جزءاً أساسياً من الاستراتيجية النووية للولايات المتحدة. و تستطيع في اقل من دقيقة واحدة على محو 23 مدينة من الخريطة. 4 . غواصة دلتا IV الروسية (Delta IV-class Submarines): دلتا IV هي الجيل الأحدث في فئة دلتا، وتستخدم في الأسطول الروسي كقوة ردع استراتيجية. دخلت الخدمة في أوائل التسعينيات، وهي مجهزة بـ 16 صاروخا باليستياً نوع "بوليغا" القادر على حمل كل واحد منها على 8 رؤوس نووية. وتمتاز غواصات دلتا IV بقدرتها على إطلاق صواريخها في جميع الاتجاهات من عمق يصل إلى 55 متراً تحت الماء, مما يجعل من الصعب اكتشافها أو مهاجمتها. وتمثل العمود الفقري للقدرة النووية البحرية الروسية. 5. غواصة أم ياسين الروسية (Yasen-class Submarines): تعرف غواصة أم ياسين بالقاتل الصامت سريعة هادئة للغاية وبقدرتها على حمل 32 صاروخا من طراز "كاليبر"، والتي يمكنها ضرب أهداف دقيقة على بعد يصل إلى 2000 كم, وتتميز بدقتها وقوتها التدميرية. تعتبر هذه الغواصة من بين أكثر الغواصات تقدماً في العالم من حيث التكنولوجيا. وتستطيع تسلل بسهولة الى مسافة 2000 كم قبالت الساحل الامريكي وتضرب اهدافا تصل حتى مدينة شيكاغو. وكذلك قدرتها على ضرب أهداف استراتيجية أخرى.وتبدو قضية الغواصات النووية وهي أحد أسلحة جيل الحروب الحديثة, جزءاً مهماً من التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، خصوصاً في ظل الصراع بين القوى الكبرى مثل روسيا والولايات المتحدة. والغواصات النووية تعد عنصراً حاسماً في الاستراتيجية العسكرية، نظراً لقدرتها على تنفيذ هجمات نووية من أعماق البحار، ما يجعلها تهديداً استراتيجياً لا يستهان به.وفي سياق الصراع الروسي الأمريكي، يمكن أن تكون الغواصات النووية وسيلة للضغط العسكري أو حتى نقطة محورية بالتفاوض في الشرق الأوسط، حيث التوترات عالية بين مختلف القوى الإقليمية والعالمية، ويمكن أن تساهم هذه الأسلحة في تعقيد الصراعات وتعزيز مواقف القوى الكبرى.
|