الجمعة 2024/10/18 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 21.95 مئويـة
الكربون في سماء العراق
الكربون في سماء العراق
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب زكي الساعدي مهندس إستشاري
النـص :

يعتبر العراق واحداً من أكبر الدول المصدرة للنفط عالمياً، حيث يأتي في المرتبة الخامسة بعد الولايات المتحدة، السعودية، روسيا، وكندا. يصدر العراق نحو 4.4 مليون برميل من النفط يومياً، مما يساهم بشكل كبير في التحديات البيئية التي يواجهها. تزداد مستويات انبعاثات الكربون والتلوث نتيجة المصانع، المصافي، حقول النفط، عوادم محطات الطاقة، بالإضافة إلى أكثر من 8 ملايين مركبة تجوب الشوارع. هذه الانبعاثات تؤثر سلباً على البيئة والصحة العامة، وتؤدي إلى انتشار أمراض التنفس، التسمم، وحتى السرطان.لكن الحلول المبتكرة ليست بعيدة المنال. واحدة من أبرز هذه الحلول هي تقنية التقاط الكربون، والتي تمثل أملًا في بناء مستقبل أنظف وأكثر استدامة. تقود هذا المجال شركة “وود” (Wood)، التي أكملت مؤخرًا مرحلة التصميم الهندسي الأساسي لمشروع “التقاط وتخزين الكربون المُسرّع” (ACCS) لشركة أرامكو. يهدف هذا المشروع إلى أن يصبح أكبر مركز لالتقاط الكربون في العالم بحلول عام 2035، مع القدرة على تخزين ما يصل إلى 14 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، مما يجعله خطوة رئيسية في تحقيق الأهداف المناخية العالمية.

 

كيف يمكن أن يساعد هذا العراق؟

 

مع توسع القطاع الصناعي في العراق، وغياب الرقابة على الكثير من المصانع غير النظامية التي لا تعالج انبعاثاتها الكيميائية، فإن تطبيق تقنيات التقاط الكربون أصبح ضرورة ملحة لمواجهة التلوث. هذه التقنيات يمكن أن تلعب دوراً حيوياً في:

 

تقليل الانبعاثات الضارة: خفض الكربون المتصاعد من منشآت النفط والغاز والصناعات الثقيلة.

 

تحسين جودة الهواء: توفير بيئات معيشية أنظف تعزز صحة ملايين العراقيين.

 

تحقيق الأهداف المناخية: التوافق مع الاتفاقيات الدولية مثل اتفاقية باريس.

 

تعزيز أمن الطاقة: تمكين إنتاج طاقة أنظف وأكثر استدامة، مما يساهم في استقرار الطاقة في العراق.

 

خطوات إضافية لتحقيق بيئة مستدامة:

 

* تشريع قوانين بيئية صارمة: لضمان تنفيذ المعايير البيئية وعدم الالتفاف عليها.

 

* تقليل استيراد السيارات التقليدية: والانتقال التدريجي إلى السيارات الكهربائية والهجينة.

 

* زراعة جدران خضراء: داخل وخارج المدن كحل طبيعي لتنقية الهواء.

 

* تحديث طرق الطمر الصحي: لجعلها أكثر أمانًا واستدامة.

 

نجاح مشروع شركة “وود” في السعودية يظهر أن تقنيات التقاط الكربون قابلة للتطبيق والتوسع في المنطقة. حان الوقت لأن يتبنى العراق هذه الحلول ويستثمر في مستقبل بيئي أكثر إشراقاً.

 

تقليل الكربون: استراتيجية رابحة للأعمال!

 

تقليل انبعاثات الكربون لم يعد مجرد واجب بيئي، بل أصبح جزءًا من استراتيجيات النجاح في عالم الأعمال. تعتمد الشركات الرائدة اليوم على الكفاءة في استخدام الطاقة، والتحول نحو الطاقة المتجددة، وتوظيف التكنولوجيا الذكية لتقليل بصمتها الكربونية.

 

تأثير حرق الميثان والبروبان في محطات الطاقة

 

فيما يخص محطات الطاقة الكهربائية، يؤدي حرق الميثان (CH) والبروبان (CH) في محركات التوربينات إلى إنتاج نواتج رئيسية تشمل:

 

1. ثاني أكسيد الكربون (CO): الغاز الرئيسي الناتج عن أكسدة الكربون.

 

2. الماء (HO): الناتج عن أكسدة الهيدروجين.

 

لذلك فان استخدام الهيدروجين الأخضر بديلا لحرق الوقود التقليدي يجنبنا كل هذه الغازات السامة وخصوصا في حال نقص الأكسجين أو الاحتراق غير الكامل، قد تتولد ملوثات أخرى مثل أول أكسيد الكربون (CO) وأكاسيد النيتروجين (NO). هذا يوضح الحاجة إلى تحسين تقنيات الاحتراق في محطات الطاقة لضمان تقليل الملوثات.في الختام أقول ان بناء مستقبل أخضر ونظيف للعراق يتطلب تبني تقنيات جديدة وتشريعات حازمة لضمان حماية البيئة وصحة المواطنين والوقت اليوم هو افضل من غدا وإلا فان انتشار الغازات السامة ستصل لدرجة لايحمد عقباها وعند ذلك لا ينفع الندم ..

 

 

المشـاهدات 136   تاريخ الإضافـة 15/10/2024   رقم المحتوى 54651
أضف تقييـم