الأحد 2024/12/22 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
ضباب
بغداد 4.95 مئويـة
عيون المدينة قبل أن تلفظ مهنة الباحثين عن المتاعب , انفاسها .. عزالدين المانع
عيون المدينة قبل أن تلفظ مهنة الباحثين عن المتاعب , انفاسها .. عزالدين المانع
الدستور والناس
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

كنا نأمل نحن المولعون بمهنة المتاعب أن تلبي القيادات المتعاقبة في الدولة نداءات ما تبقى من الصحف المستقلة لانتشالها من الأزمة الخانقة التي تعيشها , ومعها بعض الفضائيات , وتخفف من حجم التحديات المادية التي انعكست سلبا بكل مرارة على أدائها , وعلى مستقبل ومصير العاملين فيها من الفنيين والإداريين والنخبة الصحفية الصامدة والمشهود لها بالكفاءة والنزاهة والحياد , ممن لا مصدر لهم سوى بعض ( الجذاذات ) التي قد تصرف لهم في نهاية الإسبوع أو الشهر – إذا ما حضيت بعدد من الإعلانات التي ما برحت تحتكرها الصحف الممولة من قبل الدولة والكتل السياسية المشاركة في الحكم .. إلا إنها لم تجد خلال الأعوام العجاف الأخيرة سوى وعود لم تثمر , وعواطف ساذجة لا تسد الرمق .. وراحت تتساقط تباعا كأوراق الخريف التي يجف فيها النسغ وتذروها رياح اللا مبالاة ..

 

وقد تبخرت المنحة وهي لا تتعدى حدود ( خردوات ) خجولة يشاركهم فيها الأدباء والفنانون وما زالت قيد التدقيق والتنسيق لإعادة الصرف وشمول أعداد مضافة من الخريجين من كليات الإعلام الرسمية والأهلية .. والصحفيون بعد كل هذا ( محسودين ) لكثرة التصريحات والوعود الرنانة التي تطلق على لسان المعنيين في أعلى سلطة في البلاد ولكنها مجرد عواطف خاوية لم تثمر حتى الآن ..

 

ولم  يتبق من الصحف المستقلة صامدا وممسكا ببقايا أغصان شجرة صاحبة الجلالة سوى كوكبة محدودة ومجاهدة لا تتجاوز حدود أصابع اليد الواحدة , وهي تحتضن النخبة المؤمنة والصبورة من زملاء المهنة الذين لم يفارقوا معشوقاتهم وعاهدوها على الصمود معها حتى الرمق الأخير ..

 

ومن المؤسف أن تصل الأمور إلى هذا الحد في بلد يحكمه نظام ديمقراطي لم يسند واحدا من أهم أدواته وركائزه .. ولم يبادر لانتشاله من المأزق برغم  امتلاكه معظم الأدوات القادرة على إعادة تحريك عجلة الإنقاذ ..

 

الأمل الآن معقود على ما ستبادر به الحكومة للمشاركة في وضع الحلول الناجمة لهذه الأزمة والاستماع إلى ما يكتنزه قادة الراي من أفكار ومقترحات , وتحقيق المشروع الأصلاحي الذي يتكفل معالجة هذه المعضلة ويصب في خزائن أحلام العاملين في مهنة البحث عن المتاعب وينتشل ما تبقى صامدا من المؤسسات الصحفية والإعلامية قبل أن تلفظ أنفاسها بين أحضان نظامنا الديمقراطي الوليد ..

 

المشـاهدات 75   تاريخ الإضافـة 31/10/2024   رقم المحتوى 55150
أضف تقييـم