أبيض

من الأمور الحسنة  ومن حق كل فرد أن يعتز بزملائه ويفخر بهم  وبعطائهم , فهم يمثلون له التفاهم والانتماء وكذلك الايمان بعطائهم إن كان ثقافيا فنيا أم اجتماعيا , وهذا الاعتزاز , لاسيّما في الجانب الفني إن كان موضوعيا , فستكون قيمته أكبر وأبلغ , وهو فعلا من الحالات المضيئة المشرقة في وسطنا الفني  والثقافي , وبالتالي يحظى بالاحترام والتقدير والإشارات الحسنة والاستحسان له من قبل الآخرين جميعا , لأنه يمثل في ما يمثل الإخلاص والوفاء وكذلك الإشادة البنّاءة بتجربة إبداعيّة معيّنة , يكون أكثر الناس فهما وتقديرا وتقييما لها , هو الشخص الأقرب من غيره اجتماعيا وثقافيا أيضا , وفي كل الأحوال , فهي صورة مشرقة  في حياتنا .

أسود

نلاحظ وبشكل مؤسف  في وسطنا الفني ومن الظواهر غير المحببة  بل المشينة , تغليب الجوانب الشخصية على الجوانب الموضوعية في تقييم العطاء الإبداعي للمبدع , فترى كل ما يقدمه صديق "فلان" هو جيد حتما , رغم أن هذا الفلان مقتنع تماما برداءة العمل الذي قدمه صديقه , لكنه يجب أن يعطي به رأيا إيجابيا يتفق مع علاقته الإجتماعية  به , وعلى العكس من ذلك فحين يقدم مبدع ما عملا إبداعيا جيدا , فإن فلان , الذي يختلف معه في الرأي ويتقاطع معه اجتماعيا , لا يشيد بأي عمل له , مهما كان ناجحا ويشهد له الجميع , وهذا الأمر , إذا سار وفق هذه المعادلة السلبية , فإنه سيفقد ثقة الجمهور والمتلقي بآراء الشخص الذي تقوده علاقاته   في التقييم , وكذلك تضيّع الحقائق والتقييمات , وتصنع ممارسة ثقافية  ذات دلالات مشينة