الأربعاء 2024/12/4 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 18.95 مئويـة
التصدى للقلق والتمزق في( ومضات...ك)
التصدى للقلق والتمزق في( ومضات...ك)
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

علوان السلمان

الشعر اخترا ق الازمنة ومعايشتها..على حد تعبير هانز ميرهوف..                  

 لذا فهو فن زماني يتصف بصيغة الفعل الانساني والفعل تعاقب والتعاقب حركة والحركة زمان..) كما يرى ليسنج..والابداع الشعري..مزاوجة الحياة باللغة.. مزاوجة المعنى في المبنى..التي يكشف عنهما الناقد الذي يمتلك ادواته النقدية التي هي عملية وصفية تستهدف الاثر الادبي ومقاربته واعادة انتاجه وبنائه بالتفسير والتحليل والتقويم..

  وباستحضار المجموعة الشعرية(ومضات..ك)..التي نسجت عوالمها النصية الموزعة على بابين اساسيين (كتاب ومقام)انامل منتجها الشاعر عدنان الصائغ..واسهم الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق في نشرها وانتشارها/2024..كون الفعل الشعري عند المنتج(الشاعر) متخلق في هيئة ايقاع داخلي متدفق يولد جملا شعرية تحقق الرؤيا والتخيل وعالم الحلم الذي يرتبط بالواقع.. فضلا عن اختيار المنتج (الشاعر) زاويته التي يرى من خلالها الاشياء .. ويصورها ملتقطا ادق الخفايا واعمق الاسرار من باطن تجربته ونسجها باسلوب درامي مع تلوين فضاءات نصوصه بمسحة من الانفعالات الوجدانية .. فضلا عن قيامها على اسلوبية الكم التي تلتزم الصياغة المركزة ايجازا وتكثيفا في اللغة.. والكيف الذي يعتمد ابراز الحدث والفكرة في الرؤية التعبيرية الدالة على الايحاء والرمز في البنية النصية.. ابتداء من النص الموازي والايقونة العنوانية  بفونيمها الدال والكاشف عن المتن النصي..اضافة الى انه يشكل العلامة السيميائية الدالة على اهميته المنبثقة من كونه  مكونا نصيا من جهة..والدال الذي يشكل سلطة النص من جهة اخرى..وهذا ما اهله للكشف عن طبيعة النص  والاسهام في فك رموزه ..كونه عتبةseuil  تتمتع بخصائص تعبيرية وجمالية كالايجاز وكثافة الدلالة..

  انه نص مواز يختزل نصا عبر الترميز والتلخيص محتفظا بوظيفته الجمالية التي تتمثل في تزيين المنجز وتنميقه واضفاء الروح الجمالية التي تثير المتلقي وتشده صوب مضمونه..من اجل تحقيق الوظيفة التداولية التي تكمن في استقطاب المتلقي واغوائه..

  انه عالم مستقل بوظيفته الكاشفة لمغاليق النص بما يكتنزه من علامات احالة مقصدية للنص والمتلقي..اضافة الى طاقته الايحائية.. فضلا عن انه يشكل بؤرة تكشف عن مكنونات النص التي تثير عددا من التأويلات على مستوى البنية العميقة المبنية على القدرة الابداعية.. لذا يعد عنصرا مهما من العناصر الرئيسة ..الموجهة للنص..

 (بي ظمأ بابلي اليك..تغافلني نحلتي وتحط على شفتيك...فما ذنبها ايها الورد؟ما ذنب قلبي؟ اذا فاض فيه الشجا واشتكى أو بكى فوق صدرك.هل خضرة السهب أم زرقة البحر تمتزجان بعينيك, ساحرتين وسارحتين..وترقص روحي.. حتى وأوقفني الباص في ساحة الطيران /لاحمام بساحاتها /لامدامة../ لا قمرا / أهي بغداد؟ من أفزع الطير والحجرا / من أوجع الزهر/ من أرجع الـ .......تترا/ ............ / ........؟ /... /.. / . / ص31 ـ ص32..

 

   فالنص يشكل شكلا من اشكال الحداثة التي تحالفت والتحولات الفكرية والفنية والمؤثرات الخارجية لخلق عالم معبر عن احساس شعوري من جهة والمساير للعصر الذي وسم بعصر السرعة من جهة اخرى...عبر الاقتصاد في الالفاظ والايجاز

وتفرد في بناء صوره المشهدية بتوظيف لغة موحية بالفاظها متفردة بفكرتها المنبثقة من بين تناسقها البنائي....حيث ان (الشكل والمحتوى مندمجان في عملية الخلق الادبي..)..على حد تعبير هربرت ريد..                                          

       فالمنتج(الشاعر) يبعثر مفرداته  النصية داخل اطر هندسية متفاوتة الاشكال كي يجسد حالة التشظي التي تعيشها الذات في مغتربها ومنفاها. فضلا عن اعتماده اسلوبية الكم التي تلتزم الصياغة المركزة ايجازا وتكثيفا في اللغة.. والكيف الذي يعتمد ابراز الحدث والفكرة في الرؤية التعبيرية الدالة على الايحاء والرمز في البنية النصية...بتوظيف تقنيات فنية واسلوبية كالاستفهام الباحث عن الجواب الذي يسهم في اتساع مديات النص والتكرار الدال على التوكيد والمضفي موسقة على جسد النص والتنقيط (النص الصامت) الذي يستدعي المستهلك لملء فراغاته..  والتضادات(أصعد واهبط /اكبر واصغر /انقبض واتمدد / بين هنيهة وهنيهة/ كل ما في الامر/انني كنت أمشي ومصابيح الشارع واقفة) ص70..اضافة الى توظيفه لبعض  الصياغات البلاغية كالاستعارة والتشبيه والمجاز والجناس)وهي غارقة في الخيال والتجريد..وهناك الرمز الذي يسهم في توسيع دلالة النص المكانية والزمانية..( في شيراز /جلست وحافظ والعطار والحلاج والنواسي والرومي والخيام..) ص45.. (ياابن بطوطة / ذا قبرك في طنجة /أين اذا قبري؟) ص35 عن طريق إسقاط دلالاته على الواقع المعاصر.. اضافة الى  إكساب النص بعداً فنيًا وجماليًا، وإثراء معرفيًا...

وماذا بعد هذي الارض من معنى ومن مبنى ومن/  م /غنى / ومن سفر /

وهل بعد الطواف الثر فيء , أم سراب, أم كتاب,أم مآب/لمدى قفر ؟

عكازتي تنبش المعنى وتوريتي / لبس وقالوا: استعارات وما محضوا /وما لحظوا

ورحلتي في مجازات واودية / أمشي الهوينى ولم أعبأ بمن ركضوا /ومن نقضوا /ص36

 

    فالمنتج(الشاعر)يحاول استنطاق  اللحظات الشعورية عبر نسق لغوي قادر على توليد المعاني من اجل توسيع الفضاء الدلالي للجملة الشعرية..مع اعتماد الرمز النصي المكثف..الموجز لخلق نصه المستفز بذهنية متفتحة ورؤية باصرة لوعي الفكرة وتحقيق اضاءتها..باعتماد اللفظة المركزة..المكتنزة بالايحاء والمتميزة بالانسيابية والتدفق..فضلا عن انه  يحاول ان تشكل حالة من التوازن لذاتها المأزومة والذات الجمعي الآخر من خلال تركيز الجملة داخل عوالم البناء المتدفق شعوريا بوحدة موضوعية وفكرية مركزية يحلق ويحوم حولها المعنى..            

(وجلسا أمام البحر الذي في اللوحة التي تتكىء على حائط المكتبة التي كانت تضج بالمخطوطات والرمل والتنهدات التي تنسرح على ورقة الشاع ر التي تشققت من ضربات الموج الذي ظل يتدفق بقوة حتى غمر الشارع والشاع ر والفكرة والالوان والايقاع.)                                              

     فالنص يتميز بتوهج الفاظه الموحية وانسيابيتها المتشكلة من تناغم الحروف.. اضافة الى اعتماد منتجه الوصف الحسي الدال على تألق الصورة المشهدية.. فضلا عن تحريك دلالات النص ببناء فني يعتمد الاقتصاد في الالفاظ بنسج فني (يستوعب اتساع المعنى لضيق العبارة) الخالقة لجمالية ادهاشية مستفزة للذهن ونابشة لخزانة المستهلك (المتلقي) الفكرية عبر خطاب سايكولوجي او سوسيولوجي بلغة درامية تنزع نحو التصوير المؤثث لفضاء النص بصور تتكيء على جدليتها واللغة المكتنزة بالدلالة ..                                                         

على جسر التنهدات.../ صورة للسجين , يقلب في الموج صفحات من سبقوه الى /المقصلة

صورة للزوارق, ترقص والموج ماخرة بظلال مسراتنا/ الآفلة

صورة للحنين , تقربها او تباعدها شفتا عاشقين على الجسر/بالقبلة المرسلة /الوجلة/ الخجلة /غير عابئة بالسجين وبالمقصلة  / ص38

 

   فالمنتج(الشاعر) يعتمد معمارا فنيا يتشكل من تراكيب لفظية وصور بيانية معبرة عن موقف ازاء الحركة الكونية بصورها المجازية ورؤيتها المتجاوزة.. باعتماده السرد الشعري المهيمن الاسلوبي الذي يحيل الى حوارية منولوجية مركبة تنحصر في (الانا)المحاورة لذاتها..ليقدم مشهدا صوريا يستفز المستهلك ويستدعيه لاستنطاق عوالمه والكشف عما خلف الفاظه..

 من كل هذا نستخلص ان النص عند المنتج(الشاعر)(فصل من التجارب )كما يقول ريتشارد ..كونه التفاتة الى الذات الانسانية في التعبير عن الازمنة..لذا كانت قصائده تتصدى للقلق والتمزق اللذين يدفعانه للطواف في أحضان ألذات فارشة روحها على امتدادات الزمن..فضلا عن انه يعتمد الوقوف على الروابط بين النفس ومايحيطها في عالم الحس مع حوارية تعتمد(المونولوج ).. أضافة الى اعتماد النزعة التفسيرية ـ التعليلية الواعية لكي يشد العبارة الشعرية بعمق الرؤيا التي تخفف من وطأة الوصفية والسردية الشعرية..

          ( لم تكن مرة هذه الارض /لكن من مروا بها / مرروها)  ص86

المشـاهدات 57   تاريخ الإضافـة 24/11/2024   رقم المحتوى 56187
أضف تقييـم