جدلية النثر والشعر ... بين القواعد الصارمة وإشكاليات التسميات |
فنارات |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب |
النـص :
استطلاع / علي صحن عبد العزيز كجدال ثقافي وبنيوي قائمًا منذ سنوات عديدة ، فإن إتجاه الأدب المعاصر والحديث تشير إلى ضرورة رفع الحدود الصارمة بين كتابة النثر والشعر على أعتبار أن مفهموم هذين النمطين يسيران في خطين متماسين ، فالأول لا يخلو من من الصور الشعرية سواء من مستوى الأيحاء والتخييل والأيقاع، بينما كتابة القصيدة الشعرية فإنها لا تنحصر في هذه المكونات التصنيفية بنسب متفاوتة ، بل تشتغل مع بعضها في تناغم وأنسجام وتتضافر فيما بينهما لتتكامل وتشكل بالمحصلة النهائية ماهيتها. (جريدة الدستور ) أستطلعت آراء نخبة من المشاركين والمشاركات عراقيًا وعربيًا وطرحت عليهم هذا التساؤل: هل تعتقد بأن تخلص (النثر ) من شرنقة الوزن ساهم في تحطيم حدوده مع كتابة القصيدة المقفاة كما يذهب بهذا المعنى الباحث الأدبي واللغوي المصري لطفي عبد البديع حينما يقول : الأثر الأدبي الحق لا يثبت على صورة واحدة ولا يمكن أخضاعه لنسق معين ذلك أن هذا الأثر يضيق ذرعًا بالحدود النقدية المفروضة) ، أم ترى بأن القصيدة المقفاة تمثل حقبة تأريخية معينة ترتبط كتابتها بالأيديولوجيا السائدة في المجتمع وربما تخدم مصالح فئات أجتماعية بعينها؟ وكانت هذه الآراء الواردة أنماط متعددة د. غزاي درع الطائي/ شاعر وكاتب:على الرغم من كل المياه التي جرت في نهر (التداخل بين الأجناس الأدبية)، إلاّ أن الحدود الفاصلة بين الأجناس ظلت وتظل واضحة المعالم وبيِّنة الحدود، فالنثر نثر والشعر شعر وحدوث إلتماس بينهما لا يلغي أيًا منهما، والسبب في ذلك هو الخصائص التي يستند إليها كل مهما، فالنثر يظل نثرًا حتى يمتلك الناصية التي تجعل منه شعرًا، وأعني بالناصية هنا الأستعمال الخاص للغة وإبداع الصورة وخلق الإيقاع (من غير تحديد للطريقة التي يتبعها الشاعر في خلق الإيقاع)، والقول بأن (الأثر الأدبي لا يثبت على صورة واحدة ولا يمكن إخضاعه لنسق معين، ذلك لأن الأثر يضيق ذرعًا بالحدود النقدية المفترضة) فيه أبتعاد كبير عن الشواهد الحية في الواقع الأدبي، فالأجناس الأدبية الراسخة لا يمكن أن تكون صورتها رجراجة مثل صورة القمر في النهر بعد رمي حجر فيه، وبشكل عام يمكن القول بأن الأجناس الأدبية يمكن أن تتطور ويمكن أن تختفي ويمكن أن تظهر أجناس جديدة لم تكن معروفة سابقًا، وفضلًا عن كل ذلك يمكن أن تتداخل الأجناس بعضها مع بعض بطريقة إبداعية لافتة للأنتباه، لكن نصل إلى اليوم الذي ستكون فيه الآثار الأدبية جميعها متحدة في قالب فني واحد ومن نمط واحد فقط، وذلك العقم بعينه. النهوض بوظائف النثر مالك بن فرحات/ شاعر وناقد ومدرس اللغة العربية/ تونس: التداخل الأجناسي بين الكتابة الشعرية والكتابة النثرية موجود منذ القديم ، فالنثر أحتضن أساليب الشعر في فترة من الفترات ولا أدل على ذلك من الرسائل والمقامات التي شاكلت الشعر في كونها موقعة ، والشعر نهض بوظائف النثر ، وهذا بَيّن في المنظومات والأراجيز التعليمية لأن الأصل في العلوم أن تكتب نثرًا ، وهذا التداخل أستمر فظهرت أجناس عبرت عنه كالنثر الشعري وقصيدة النثر والشعر القصصي ، وزوال الحدود بين الأجناس كان عاملًا في الأبتكار والإبداع. الشعر نابضٌ بالحياة دوماً منور ملا حسون/ أديبة وصحفية : لكل شاعر لغته الخاصة به إن كان على مستوى الدلالات أو على مستوى ألفاظ النصوص أو البنية الشعرية ، والشعر العمودي الذي له وزن وقافية، يكون فيه الشاعر ملزماً بكتابة القصائد وفق أنظمة معينة ، بينما النثر ليس له مقياس أو قافية وهنالك أعتقاد أن النثر وليد العصر، والحقيقة يمتد تأريخه إلى عمر الشعر العمودي ، ويقال أن الباحثين قد عثروا على جذور للتفعيلة في بعض قصائد شعراء القرن الخامس والسادس الهجري ، وعثروا أيضًا على النثر في العصر الجاهلي ، ولن تساهم قصيدة النثر في تحطيم حدود كتابة القصيدة المقفاة ، وسيبقى العمود والتفعيلة والنثر جنبًا إلى جنب وإن إستمر الجدل حول ذلك. خصائص متنوعة ثامر الخفاجي/ شاعر وأديب: تحرير النثر من قيود الوزن ساهم وبشكل ملفت للنظر في توسيع الحدود بينه وبين القصيدة المقفاة، إلاّ أنه لم يُلغِ الفوارق الجوهرية ، فالشعر المقفى يحتفظ بخصائص موسيقية وإيقاعية تميّزه، بينما يمنح النثر حرية أوسع للتعبير عن الأفكار دون التقيد بالإيقاع، مما جعلهما فضاءين إبداعيين مختلفين. تحطيم القيود غربة قنبر/ شاعرة وأديبة: لكي تكتمل القصيدة في رسم النسق المتكامل والصورة الشعرية والأيحاء لاّبد أن تكون حرًا طليقًا في فضاء اللغة الرحبة، فالشعر المقفاة والمقيد بسلاسل القافية تكون أسيرة وتدور في حيز محدد ذو قالب صلب لا يمنحها حرية الخروج والسباحة في بحر اللغة ، كذلك النثر ساهمت بتحطيم تلك القيود المفروضة عليها، فلا حدود لها في خلق ساحة تصول فيها الكلمة وتجول بكل أريحية. بحور غير مقيدة زهيدة أبشر سعيد مهدي/ مصر : برغم جدلية الشعر المقفى الفصيح والشعر الحديث القصيدة النثرية إلاّ أن لكل منهما جماله وجاذبيته وأرجوانه ،الشعر العربي على مراحل العصور لديه رواده ومحبيه وهو في حضن كل أغنية جميلة لم تندثر مع الأيام ، كما أن للشعر النثري له مريده وهو بحور غير مقيدة يحلق في الفضاء يلتقط أجمل الكلمات يتنسم من رية رواد الحروف الحرة ، يمتاز الشعر النثري بجماله وهو من قديم العصور تفنن في فن الخطابة والخطبة يمتاز بالشفافية والعاطفة والوضوح مترسم في الشعر الغربي والشعر الهندي والخطابة في زمن الجاهلية والأسلام، وأعتقد كل من المدرستين تدلو بدلوها في مساحة جميلة تضم الجمال والتفرد. اتساع الإشراق اللغوي أحمد بياض/ شاعر وأديب/ ليبيا:الشعر وأي جنس أدبي أمتداد، ولا تنحصر الرؤيا في مرحلة معينة ولا على أي نمودج بحذ ذاته ، الإلهام الشامل والتعبير عن الحضارة يستولي على هاجس الشعور، فقصيدة النثر أتت لتبني أتساع الإشراق اللغوي وتجسيد الشعور في بناء يتفق مع عمق الذات كمصدر للألهام والمنظومة الفكرية في هذا أنسجام خارج إطار يمنع جدود التص في بناء تعبيري ، ويطرح إمكانية اللغة دون كبح سابق لا للفكر ولا لشمولية الرؤيا التي كانت تنحصر في بناء قصيدته على أعمدة لا تبرز التكافل بين مرحلة سابقة وأخرى معاشة ، مما يعطي خلل في الأنطباع على رؤيا المرحلة ، فالبحر بديل هذه الأنتفاضة في مرحلة نعيشها أيضًا دون وزن. بدايات مختلفة عبد الرسول محسن/ شاعر وأديب: تستند جدلية الأفضلية بين الشعر والنثر في جزء رئيس منها إلى جدلية الاسبقية وأختلفت الآراء إختلافًا كبيرًا إيهما أسبق لا بل أيهما أحسن ، لكن لاّبد من القول إن الشعر المقفى أو الفصيح الموزون هو الأسبق من النثر في بدايات مراحل ماضية وعصور مختلفة ومع هذا فقد تطورت القصيدة النثرية تطورًا كبيرًا وظهر لها شعراء كبار عرب وأجانب لا مجال لذكرهم الآن ، لكن يبقى الشعر والنثر كلاهما يشكلان شكلًا من أشكال الأدب والتعبير الكتابي الأنساني ، فلقد أخذت قصيدة النثر دورها الكبير وهي القصيدة المفعمة بشتى الصور الشعرية الجميلة ، وهي تعطي مساحة أكبر وحرية التحرك للشاعر داخل رموز اللغة بعيدًا عن قيود الوزن والقافية، ولا يعني هذا أن قصيدة النثر سهلة الكتابة أطلاقًا، وأنما أصعب من كتابة القصيدة العمودية الموزونة كما أرى شخصيًا ، القصيدة النثرية تتصدر اليوم أغلب المحافل الأدبية والمهرجانات الشعرية ، ويبقى النتاج الأدبي الجيد والمبدع هو الذي يفرض نفسه على الجميع بغض النظر عن المسميات. دوامات أخرى شلير كاظم/ شاعرة وأديبة:لم تقف قصيدة النثر عن تحطيم نفسها والبناء مجددًا، سواء في تشكلها الخارجي أو تشكلها الداخلي، أو في طريقة بنائها للصورة والجملة والنص ، لكن قصيدة النثر اليوم مع إرتفاع عدد كتابها خاصة مع أنفتاح آفاق النشر الإلكتروني ومواقع التواصل الأجتماعي، تخلت أغلب نصوصها عن الوعي مخيرة الأنسياق في دوامات أخرى كانت نتيجة تأثير الواقع لا شك ، أما القصيدة المقفاة تعتبر أم الشعر وروحه لأنه أقرب إلى النفس وأعلق بالذاكرة ، ومن خلاله يبرز الشاعر عواطفه الجياشة. تمزيق الشرنقة صادق الذهب/ تربوي وأديب: الشعر هو لغة بل فن وطريقة للتعبير للولوج إلى ذروة غير محددة تتشظى في إيحاءاتها ومدلولاتها إلى لوحات ملموسة ، وأخرى محسوسة أقرب إلى أن تكون صامتة شأنها شأن لغة العيون وشأن غزل الماء للأشياء وغير ذلك من الأمثلة ، ولا يمكن لتلك اللغة أن تبلغ منتهاها مالم نطلق لها العنان بالتخلص من قيود كثيرة بما يشبه تمزيق الشرنقة المحيطة بها ، فهل علينا أن نبقي على تصوراتنا تراوح في مدلولات اللغة التعبيرية المجردة ، وأن نركز على الشكل الشعري للقصيدة وعلى المضمون الذي تجاوزه الشكل الحديث للقصيدة محررًا من قيود الوزن مثلًا ، فالموهبة الواعية تكفل إنتاجًا شعريًا رصينًا بعيدًا عن كل ذلك، وهنا لاّبد من منهجية جديدة للنقد يكون الشاعر إساسًا لها تستند إلى فهم النص إولاً ومن ثم الدخول في النظريات. ابراز الصور الشعرية براء الجميلي/ شاعر وأديب: الشعر بلا موسيقى بالتأكيد لن يكون له الأثر في النفس كما هو مع الموسيقى ، فالنفس تميل إلى الترتيب والتناغم وعليه فقالب الشعر المقفى أشد تأثيرًا وأقل تشتيتًا، ولا يمنع ذلك من إبراز الصورة الشعرية الجميلة في أي قالب كان سواء في المقفى أم في النثر فالجمال لا تحده الحدود ولا تمنعه القيود ولكن لكلٍ تأثيره. |
المشـاهدات 41 تاريخ الإضافـة 05/01/2025 رقم المحتوى 57808 |
القانونية النيابية: الاتفاق على تمرير ثلاثة قوانين جدلية بسلة واحدة حراك نيابي لاستئناف التعيينات وتثبيت العاملين بنظام العقود |
جدلية الذكاء الاصطناعي والذكاء البشري! |
حاتم الصكر قارئاً قصيدة النثر العراقية الفضاء النظري والإجراء الشعري |
قصيدة النثر العراقية محاولة تأصيلية |
حكايات العشق والشعر والرواية العربية !! |