من حق المواطن العراقي أن يتساءل بعد مرور العقود الثلاثة المريرة التي ( كانت حبلى بالحروب والخسائر البشرية والمادية  ) عما حصده من تلك المآسي المتلاحقة ، وماذا قدمته الدول التي تدعي أنها ( حليفة وصديقة ) للقيادات السياسية التي تسلمت زمام الأمور منذ بدء الحرب العراقية الإيرانية وما أعقبها من نكبات ودمار واستنزاف لموارد الدولة وخيراتها برغم الموازنات المالية السنوية السخية التي ما كان العراق يحلم بها قبل هذه العقود !!

لا شيء ملموس على أرض الواقع سوى   ( السراب ) .. فكل شيء ما زال يراوح في مواقعه ويتقهقر إلى الوراء !!

التقارير التي نشرتها وسائل الإعلام على لسان المختصين بالشؤون الاقتصادية والمالية تشير إلى أن القيمة المالية للبنية التحتية المدمرة للاقتصاد العراقي خلال حرب الخليج الأولى بلغت (67) مليار دولار  .. والقيمة المادية للبنية التحتية المخربة للاقتصاد العراقي خلال حرب الخليج الثانية عام 1991 بلغت (233) مليار دولار .. وكلفة الحرب الثالثة التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها عام 2003 بلغت (148) مليار دولار بالإضافة إلى كلفة الإنفاق العسكري البالغة شهرياً خمسة مليارات دولار  ، للفترة من نيسان عام 2003 حتى نيسان عام 2004 ولا ندري كم استنزفت ولا تزال الحملات المتواصلة لملاحقة الزمر ( الداعشية  ) الوافدة ، وكم ستهدر من نفقات لاحقة ؟!

الأزمات ما برحت تفتك بعافية الناس وتتفاقم وتتسع أفواج العاطلين ، وبدلاً من الإسراع بتشريع القوانين التي تسهم في التخفيف من حدتها ، تُعطل الموازنات السنوية في كل عام ، وتتراكم  ( فواتير ) الفاسدين التي تستنزف عافية البلاد !!

ولا ندري .. إلى متى .. وإلى أين ؟!