متابعة ـ الدستور الرياضي

"الساحر جمال موسيالا يواصل إبداعه مع بايرن ميونخ".. بهذه الكلمات أعلن النادي البافاري، يوم الجمعة الماضي، تمديد عقد نجمه الشاب حتى 2030.ورغم أن الخطوة كانت متوقعة، إلا أن توقيتها، قبل يوم واحد فقط من المواجهة المرتقبة أمام باير ليفركوزن، أثار الكثير من الجدل.لكن بخلاف التوقعات، لم تمنح هذه الأخبار، الفريق البافاري، أي دفعة معنوية خلال القمة أمام ليفركوزن، وانتهت المباراة على إيقاع التعادل السلبي.

خطوة إيجابية

قدم بايرن، أداء مخيبًا للآمال أمام ليفركوزن، لكنه تمكن من الخروج بتعادل ثمين، حافظ به على فارق 8 نقاط في الصدارة، مما جعله المستفيد الأكبر من المباراة.ورغم ذلك، كان تمديد عقد جمال موسيالا، موضوعًا إيجابيًا للنقاش في أوساط الفريق، بغض النظر عن نتيجة اللقاء.وكشف المدير الرياضي ماكس إيبرل، أن الاتفاق على العقد تم منذ منتصف يناير/كانون ثان الماضي، ولم يتبق سوى التفاصيل النهائية.أما موسيالا، فعلق مبتسمًا "كنت أنتظر عودة والدتي من الإجازة. كنت أعلم منذ البداية أنني أريد البقاء هنا".من جهته، وصف القائد مانويل نوير، زميله موسيالا بقوله "إنه أحد أفضل اللاعبين الذين امتلكناهم هنا على الإطلاق".ونوه "نجم موسيالا قد سطع بالفعل، وسيتوهج أكثر في المستقبل".

تراجع ملحوظ

رغم تألقه الكبير في النصف الأول من الموسم، يبدو أن نجم موسيالا بدأ يخفت قليلا، إذ لم يعد قادرًا على تقديم نفس المستويات التي عود الجماهير عليها.ورغم أنه لا يقدم أداء سيئًا، إلا أنه بعيد عن ذروة مستواه، وهو ما يعكس حالة الخط الأمامي لبايرن ميونخ بشكل عام، فالفريق يحقق نتائج إيجابية لكنه نادرا ما يقنع بمستواه في الفترة الأخيرة.وبلغ هذا التراجع، ذروته في مباراة ليفركوزن، حيث قدم البافاريون، أسوأ أداء هجومي لهم هذا الموسم، إذ لم يسددوا أي كرة بين الخشبات الثلاث طوال اللقاء.وكانت المرة الثانية فقط منذ بدء تسجيل البيانات الإحصائية عام 2004، التي يفشل فيها بايرن ميونخ، في تسديد أي كرة على المرمى، في مباراة بالدوري الألماني.وبالنسبة لجمال موسيالا، كانت أبرز لحظاته في اللقاء، تدخلاً خشنا على جرانيت تشاكا في الشوط الثاني.وبالمثل، كما خسر فينسنت كومباني، المواجهة التدريبية أمام تشابي ألونسو، خسر موسيالا مواجهته الفردية أمام فلوريان فيرتز.ولعل أداء فيرتز المميز أمام البايرن، قد يزيد من رغبة البافاري في التعاقد معه، خاصة أنه صديق مقرب لموسيالا في المنتخب الألماني.لكن فيرتز يقترب من تمديد عقده مع ليفركوزن، مما قد يُصعب مهمة بايرن ميونخ في ضمه.ورغم أنه لم يسجل في المباراة، إلا أن فيرتز كان قريبًا من حسم اللقاء، عندما أهدر فرصة ذهبية في الدقائق الأخيرة.

مقارنة موسيالا بميسي ورونالدو 

في النصف الأول من الموسم، كان تسجيل الأهداف أحد أبرز مميزات موسيالا، حيث قاد بايرن، لتحقيق انتصارات مهمة أمام سانت باولي، بنفيكا، هايدنهايم، وسجل هاتريك أمام ماينز بكأس ألمانيا، كما أنقذ فريقه من الخسارة أمام دورتموند بهدف متأخر.حينها، لم يتردد المدير الرياضي ماكس إيبرل في مقارنته، بأعظم لاعبين في التاريخ الحديث، قائلاً "أذكر جيدًا ليونيل ميسي مع برشلونة وكريستيانو رونالدو مع ريال مدريد".ونوه "هؤلاء لاعبون كبار قادرون على حسم المباريات، موسيالا لديه هذه القدرة أيضًا".ومع هاري كين، كان جمال موسيالا، أحد أهم ركائز الهجوم البافاري.

خطوة للوراء

حتى فترة التوقف الشتوي، كان موسيالا قد سجل 14 هدفًا وصنع 6 آخرين، بمعدل مساهمة تهديفية كل 80 دقيقة، وهو رقم استثنائي للاعب وسط مهاجم.لكن منذ بداية العام الجديد، خاض 9 مباريات، سجل خلالها هدفًا وحيدًا وقدم تمريرتين حاسمتين، ليصبح معدل مساهمته، تسجيل هدف كل 190 دقيقة، أي أكثر من ضعف معدله السابق. كما انخفض معدل تسديداته، حيث كان يسدد موسيالا، الكرة كل 23 دقيقة قبل التوقف الشتوي، لكنه الآن يسدد مرة كل 34 دقيقة.ورغم هذا التراجع الهجومي، فإن موسيالا لا يبدو أقل نشاطًا أو جهدا، بل على العكس، زادت عدد لمسات الكرة وتمريراته الناجحة، بجانب نسبة نجاحه في المراوغات والالتحامات.وكن المشكلة تكمن في تراجع تحركاته إلى المناطق الخطيرة، وهو أمر قد يكون مرتبطًا به شخصيًا، أو بتراجع أداء هجوم بايرن ككل، أو ربما بقدرة مدربي الخصوم على إيجاد حلول تكتيكية لإيقافه، وربما يكون الأمر مزيجًا من كل هذه العوامل. 

ترقب أوروبي

رغم التعثر أمام ليفركوزن، فإن لقب الدوري الألماني يبدو في المتناول، حيث لم يسبق لأي متصدر أن فرّط في هذا الفارق الكبير خلال هذه المرحلة المتقدمة من الموسم.ومع ذلك، فإن الطموحات في دوري أبطال أوروبا تختلف تمامًا، حيث لا مجال لأي تراجع في المستوى، إذا أراد البافاريون، الوصول إلى النهائي الذي سيقام في أليانز أرينا.ولتحقيق هذا الهدف، يحتاج بايرن ميونخ إلى عودة موسيالا المتوهج، الذي أبهر الجميع في النصف الأول من الموسم، تمامًا كما فعل أمام دورتموند وماينز وبنفيكا وسانت باولي.فالفريق لن يستطيع الاعتماد فقط على هاري كين لحسم المباريات، بل يحتاج إلى إبداعات موسيالا، ليصنع الفارق في المواجهات الكبرى.ويبقى السؤال المهم "هل سيتمكن موسيالا من استعادة مستواه في الوقت المناسب؟ أم أن بايرن سيضطر إلى البحث عن حلول أخرى لإنقاذ موسمه القاري؟".