
![]() |
نبوءة شاعر |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
حسين اللامي
يا شام، لا تفرحي.. لا ترسمي الأحلام على جدران الوهم والسراب. لا تفرحي يا شأم إن كان جروك قد فرّ هاربًا، تاركًا وراءه أحقادًا وثأراتٍ ونعراتٍ تلتهم روحك. فسقوطه لم يكن نصرًا، بل صيّرك في مفترق طرقٍ مظلم، ووجوده ألبسك وشاحًا من ظلامٍ لا ينتهي. حزنتُ حقيقةً لأن الشعب لم يسقطه.. فكم جميل أن ترى الشعوب هي من تقرر مصيرها، وأن ترى الأوطان تُبنى بسواعد أبنائها، وأن ترى الحرية تُصنع بإرادة الأحرار. ولكن ..! كم قبيح أن ترى العمالة والخيانة تنهب وتسلب، وتلبس ثوب التحرر وتتيه في زهوٍ كاذب. لقد صيّروك مطرقةً للترك، ولأبناء صهيون، ولشيطانهم، ومن قبلهم روس وفارس، كانت بك تنهب وتحلب، حتى صرتِ مرتعًا لخفافيش الظلام. بالأمس القريب، أطلقوا اللحى وافتوا بحرمة جمع الطماطم والخيار، وافتوا بقتل من لا يخون وطنه.. فالخائن في شريعتهم شريفٌ محترم، ومن صفوة الأخيار .! واليوم، لبسوا قناع التحرر والتمدن، وإن كان مؤقتًا، حتى يستفحل أمرهم، وتُطوى لهم الوسادة والقرار. أما آن الأوان أن تلتفتوا أيها السادة ؟! أما آن الأوان يا أيها الشعب أن تصحو من سباتك وغفلتك؟! إلى متى تبقى أضحوكةً لمن هبّ ودبّ؟! إلى متى تخرج مهلهلاً مستبشرًا لغازٍ غزا وطنك، بذريعة أنك مستضعفٌ مظلوم، والحاكم جبارٌ ونذل؟! متى تفقه يا شعب، وتقرأ ما يُحاك لك في الغرف المظلمة؟! إلى متى يا شعب، وأبناؤك قربانٌ للنار والحطب؟! * * * إني أرى هرجًا ومرجًا سيعمّ البلاد، وسيقتلون من يخالفهم الرأي بدمٍ بارد، دون قانونٍ ولا محكمة، بل هذا ما يراه المفتي والجلاد. وأرى الشام، وحمص، وحلب، وحماة، تقتسمها الهمج الرعاع، وأبناؤها بين مهجّرٍ ومقتولٍ، ومنهوبٍ ومسلوب الإرادة. لا حول لهم ولا قوة، غير البكاء والعويل، جراء ما يحدث بهم من قتلٍ وإبادة. وأرى لوحة الموت يرسمها الجهل والعبث، بعدما اسودت ألوانها، وجثى على صدرها سنينٌ مما يُسمّى بحزب البعث. فلا تفرحي يا شام، وهذه صرخةٌ بكل ألم أطلقها، لأني قرأت من موروث آل أحمد (ص)، فيك رمحان عن قريب سيتقاتلان، ويعمّ الخطر بك من كل حدبٍ وصوب. والجوع ينهك بطون أبنائك، ويطلبون المخرج فلا مخرج ولا منفذ لهم، حتى يأتيهم ناعقٌ من بني سفيان، في عنقه الصليب، متنصرًا، ممثلًا لمشروع بني صهيون، وهو عتلٌ زنيمٌ، كافرٌ منحرف، ومعه الخونة من الأعراب مجتمعة، بجيشٍ جرارٍ لا قبل لهم فيه، فيحصدهم كحصد الزرع حين يأتي أوان حصده. ساعتها تكوني يا شام كأنفاس من يحتضر، على مشارف الموت، وتريدين المخرج فلا مخرج لك. فمن استطاع أن يرتقي سلّمًا في السماء، من هول ما يحدث لينجو بنفسه، فليرتقي. ومن استطاع أن يحفر جوفاً في الأرض، هارباً محتمياً في جوفها فليحتمِ. فهذا خيرٌ لكم من البقاء على سطح الأرض، لأن كل الطرق تؤدي إلى الهلاك والموت وقتها. لهذا أصرخ بك يا شام: لا تفرحي، فمثلك كمن صام دهراً صابراً محتسباً، وحينما حلَّ الفطور سرَّ واستبشر، دعوه الأوباش للصلاة، وجهزوا له طبقاً مغطى بمنديل، فيه جسد ابنه مشوياً، قدموا له الوليمة، وصرخوا به: يا هذا، أطلق التكبير، وشمر عن ساعديك، وافطر .!! |
المشـاهدات 67 تاريخ الإضافـة 04/03/2025 رقم المحتوى 60113 |