الأحد 2025/3/16 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 27.95 مئويـة
نيوز بار
هل يُصلح الكاظمي ما أفسده الإطار؟
هل يُصلح الكاظمي ما أفسده الإطار؟
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب سمير داود حنوش
النـص :

أبلغ حكمة تعلمناها في زمن الإطار التنسيقي الحاكم إن الفعل يناقض الأقوال، ربما لأنهم يعيشون الشيزوفرينيا السياسية، أو قد تكون بذرة متأصلة في شخصيتهم كبرت وتوطدت بعد توليهم السلطة، لا قول يطابق الفعل، ذلك ما عودنا عليه حكم الإسلام السياسي.صحيح أن المصالح السياسية رهينة بالمتغيرات والتقلبات لكن ليس على حساب المواقف، لا أدري لماذا يخجلون من شيء إسمه الصراحة، أو على الأقل مصارحة شعبهم بما يحدث لنصدق أفعالهم القادمة دون التفاجئ بها.مناسبة هذه المقدمة هو حدث بدرجة المفاجأة السياسية تمثل بهبوط الطائرة الخاصة لرئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي على أرض مطار بغداد ودخوله المنطقة الخضراء معقل سلطة الإطار التنسيقي.مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء السابق الذي تولّى المسؤولية التنفيذية بعد إستقالة حكومة عادل عبد المهدي في أحداث تشرين 2019.عودة الكاظمي إلى بغداد فتحت الشهية للتكهنات بعد أن هدأت عاصفة التهديد والوعيد التي أُطلقت عليه بعد خروجه عن رئاسة الوزراء، بعض التكهنات أشارت إلى أنه قد يكون طوق الإنقاذ للنظام السياسي العراقي الذي بدأ يتصدّع بفعل العقوبات الأمريكية وحصار ترامب الإقتصادي القادم، فالكاظمي من الشخصيات السياسية الذي كان يُتهم من قبل خصومه إنه مقرّب من المعسكر الغربي، والأهم إن بيئته السياسية من خارج الوسط “الفصائلي” وهذا ما جعل الدولة العميقة تستدعيه في هذا الظرف الصعب على العراق، وإحتمال أن يكون الكاظمي يحمل مشروعاً سياسياً يدخل به إلى الإنتخابات البرلمانية القادمة بالتحالف مع مجموعة من الشخصيات والنُخب السياسية، والإحتمال الأخير إن رئيس الوزراء السابق يحمل من العلاقات الجيدة مع حكومات الخليج وأولهم المملكة العربية السعودية، ما يستفاد من هذه العلاقة من إخراج العراق من الوحل الإيراني إلى الحضن العربي.لازال المجتمع السياسي في المنطقة الخضراء في غالبيته ومعهم ماكنتهم الإعلامية في صدمة ويتملكهم عنصر المفاجأة من حضور الكاظمي إلى بغداد.من الفرص التي تجعل الكاظمي متحصناً من خصومه هو إمتلاكه ملفات تُدين أغلب القوى السياسية الحاكمة، تلك الملفات التي حصل عليها عندما كان رئيساً لجهاز المخابرات قبل أن يصبح رئيساً للوزراء، وربما يحتفظ الرجل بهذه الملفات لليوم الأسود في مواجهة خصومه السياسيين ومن أخطرها الوثائق التي تتعلق بسرقة القرن وإشتراك أسماء وشخصيات سياسية في هذه السرقة.في أغسطس/آب 2024 وفي مقابلة تلفزيونية حذر المستشار السياسي لرئيس الحكومة فادي الشمري من حضور رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي إلى بغداد بقوله باللهجة العامية “إذا بيه حظ خل يجي” في إشارة إلى إن الكاظمي خارج العراق، فيما أشار الشمري إلى إن “الناس تريد أن تغادر هذه المرحلة وهذا الأسم” لكن الكاظمي عاد إلى بغداد.وبغض النظر عن إمكانية إستغلال علاقات الكاظمي في تحسين العلاقات الخارجية للعراق مع دول الجوار أو الجانب الأمريكي أو محاولات زجه في الإنتخابات كأسم من أسماء الظل الذي تعول عليه القوى التقليدية في الإنتخابات القادمة، فإن تصدير تلك السيناريوهات إلى الواقع السياسي العراقي الذي يقترب من الخطر يبدو أنها تُكتب في الوقت الضائع أو خارج صلاحية القوى الماسكة للحكم، فالنظام الإقليمي ونقصد به الجانب الأمريكي اولاً أصبح لا يهتم بمن يتحكم بالسلطة بالعراق ما دام هدف الأمريكيين هو إبعاد العراق عن المحور الإيراني وذلك هو الهدف الأساسي، أما خطوة عودة الكاظمي إلى المشهد السياسي فهي لا تضيف شيئاً إلى الواقع السياسي والإقتصادي المتهالك الذي بدأت تتكشف عيوبه بعد رفع الغطاء الأمريكي عنه.من المؤكد إن القرار قد إتُخذ في البيت الأبيض بإخراج العراق من النفوذ الإيراني، وإن محاولات الإطار التنسيقي العبور إلى ضفة الأمان للحفاظ على مكاسب السلطة ستُصدم بجدار الرفض الأمريكي.هل ينفع الترقيع وتكرار السيناريو السوري تماماً كما جيء بحكومة محمد غازي الجلالي في أواخر عهد بشار الأسد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من إنهيار النظام، تلك الحكومة التي لم تدم أكثر من أربعة أشهر حتى دخلت المعارضة السورية قصور الأسد بأيام قلائل.النظام السياسي العراقي في أزمة حقيقية صنعها بيديه، يخبرنا التاريخ أن قصور الرمل التي تُبنى على أرض متصدعة لن تصمد، وذلك الدرس الذي لم يتعلموه.

 

المشـاهدات 60   تاريخ الإضافـة 04/03/2025   رقم المحتوى 60117
أضف تقييـم