الأربعاء 2025/4/2 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 22.95 مئويـة
نيوز بار
قصة قصيرة الدخيلة
قصة قصيرة الدخيلة
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 

 

جبار شيال البوسليمي

 

(أذا نفذ الكلام بدأ القتال، قتل اخوتها الأربع ونجىٰ بها وبنفسه) في أحدىٰ القرىٰ الريفية النائية هناك شاب جميل ووسيم وذات طلعه بهية ممتلئ الجسد قوي البنية. ذات طولٍ فارع ذو عينين واسعتين زرقاوين رموش عينيه كأنها مستعارة.  ناصع البياض مزهو بنفسه. الفتيات تتعالىٰ قهقهتهن بعد المرور به في الطريق، لم يعمل في الزراعة ولا الحصاد، انيق دائماً. يضع بندقية الصيد على كتفه يتجول في حقول السنابل الصفراء لكنه يصطاد الحمائم والفتيات. اغلب القرية يسمونه " الحلو" الفتيات ترمقه في الطريق بنظرات حب واعجاب.

 إلا فتاة واحده هيه حالها حال الفتيات لها قلب ينبض تتمنى فتى احلامها، عندما تمر من خلاله تضع عيونها في الارض وتعلو وجنتيها الحمرة خجلا وحياء. لكن شغفها حباً قاتلاً. تملك من الأنفة والثبات والحياء والقوه لا مثيل لها. لكنها صارت حبيسة سجنه وتعلم بانه زير نساء وتقول في خلجاتها. ماذا لو أستطيع الوصول الية وهو يسير فوق حطام من حاولن الوصول  من قبل.

هل انا اسير الىٰ حتفي بصور. وبأخرىٰ هكذا تحدث نفسها دائماً في الطريق في البيت على السرير كأنها تنتظر معجزه تنزل بقدر ويكون من نصيبها. تشبك ذراعيها وتحتضن روحها المحطمة وجسدها البالي وكنها تحتضنه. يوارى في احلامها ويقظتها، كبريائها و عفتها تمنعها من مصارحته فصارت تعيش بمرحله من الشوق تارة والنسيان تارةً

 اخرىٰ وكأنها تسقط في مكان سحيق وسيل من العبرات.

كلما تلتقيه في الطريق تتعثر خطاها ضعيفة أمامه أضعف وأهون من بيت العنكبوت. عندما يرخىٰ اليل سدوله تتأمل القمر وأهات الصبر متلاحقة تنطلق من شفتيها الذابلتين بحرقه تحرق أفاقً شوقاً لوجهه القمري متخيلةَ أن يلامس خصلات شعرها المسترسل على كتفيها كغابة احتضنت الوجود السرمدي الذي لا وجود لها فيه. تردد ابيات الحلاج،

يانسيم الروح قولي للرشا.

لم يزدني الورد الا عطشا،

 لي حبيب حبة وسط الحشا،

ان يشأ يمشي على خدي مشىٰ

 وهيه تعلم هذه الابيات قتلت صاحبها عندما ذاب في العشق الالهي.

بمرور الايام اصبحت عازمه على أن تكسر قضبان سجنها لتنسج منة سلما لتصل الية وبقوة وعزمٍ. في صباح يوم مشمس جميل والسنابل تتراقص وهواء الشمال العليل التقته في طريق المارة يمشي كأنما يمشي على رموشها مزهو بنفسه وهي تمشي على هوينا بخطى بارده وقلب ملتهب ودقات متسارعة وتتصبب عرقاً. لا لا لاستجمع قواي الان، لا يمكن ان افوت هذه الفرصة استوقفته وألقت عليه التحية بكلمات خجولة متلعثمة والحمرة تعلو خديها. اهلا اهلا أمريني أنا... انا... انا.... أحبك وأعرف أنك زير نساء أريدك زوجاً

لكن انا متزوج

اعرف ولو كنت العاشرة، -ابتسم بابتسامة شيطانيه وكأنه صيداً وقع بين يديه.

دعك من الزواج الان تعالي بين السنابل العالية نمارس الحب والقبل

 أصابها الذهول وانتفضت متصلبة القوى ولأول مره ترفع رأسها للأعلى. تضع عينيها بعينيه. كجبل شامخ ذهب الضعف الهوان انبعثت فيها القوة والكبرياء والانفة وقالت خسأت ورب الكعبة وصفعته على خده وذهبت بخطوتين كأن الارض ترتج تحت اقدامها ورجعت اليه.

اسمع فقط الحيوانات تمارس الجنس بدون عقد رسمي  انت رجل وزوج لزوجتك وثور مع عشيقتك والمرأة مرأه لزوجها وبقره لغير زوجها وأنا لا يمكن ان إكون بقرة ولا أريدك ان تكون ثور ياثور

 ذهبت تجر اذيال الخيبة والخسران بقلب ملتهب والحزن يقطع اوصالها. دخلت محراب حيرتها يعصرها الالم انه أحدث في قلبها جرحٍ لا يندمل لن تنساه ابداً. اغلقت باب زنزانتها في كل ليلة تعد نجوم الصباح تحرك شفاها وكأنها تتمرد على صمتها وسكونها الخارجي وانفعالاتها في جسدها، خسرت بعض وزنها تسألها امها أمريضة انت، لا لا لكنها تسير وتعمل تعمل بلا روح، ذات يوم قررت ان تخرج من كبوتها وتحطم كل القيود والاعراف والقوانين والسنن، إن حربي لن تنتهي لا يمكن ان اكون ميت يسر على الارض بلا روح واتخذت قرارها القاتل والمميت. ما قيمة الانسان يحيىٰ بلا روح.

 

 ذات يوم ذاهبه كعادتها صباحا تضع طبقاً على رأسها فيه الخبز واللبن والزبد لأخوتها في الحصاد وعيونها تترقب للقائهِ، صار امامها كأنه نزل من السماء استوقفته بكل ثقة وعزيمه وثبات بدون سلام

-قف عندك لا تتحرك

 ووضعت الطبق على الارض. انذهل وخاف وأصفر وجهه وتصور ان تخرج سلاحا لتقتله ويا ليتها قتلته؟ -لا تخف كن رجلا. اليوم اتخذت قراراً لا رجع فيه أبداً، الان تأخذني وننهزم معاً لنتزوج

هل جنتي؟!

 نعم جننت والله والله ان لم تفعل اصرخ بصوت يهز اركان القرية كلها وأخوتي يسمعون صوتي ويميزونه بين كل الفتيات واقول تحرش بي وراودني عن نفسي

 مزقت ثوبها وقدت قميصة من قبلٍ واكتملت اثار الجريمة

 والله  لأجعلنهم يقطعوك ارباً ارباً وهيه تستشيط غضبا

 انت قتلتني وهنت كرامتي هيا.. هيا هيا نموت سويه وبعنف. ذهب معها كالخروف ولا حول له ولاقوه وهم يسيرون وهو يفكر ملياً كيف يخلص نفسه من هذه الورطة التي المت به وبعد أربع ساعات من المسير أرادو ان يعبروا نهراً من خلال قنيطرة مد يده كي يساعدها على العبور فأبت لا بعد العقد والشهود سأمنحك كل شي روحي وحياتي وجسدي كله وتسمعه كيف تكون زوجه صالحه وهو يفكر كيف يتخلص منها، رأىٰ شخص من بعيد هيه اخفت وجهها كي لا يتعرف عليها تبين صديق له. سلام عليكم، عليكم السلام تبادلوا المصافحة وقال لصديقه عندي كلام معك بعد قضاء حاجتي دقائق وانا معك أبتعد رويدا رويدا وبين الشجيرات والسنابل وحافات الانهر اليابسة ذهب بعيدا  انهزم بحاله ربع ساعة نصف ساعة المسكينة بدأ عليها التوتر الرجل كذلك، الرجل اختي هذا زوجك اخوك اين ذهب انا لن احتمل هذا الانتظار وهم بالرحيل وانفجرت بالبكاء والعويل فعلها الجبان فعلها النذل الحقير ونزلت على اقدام الرجل انا دخيلتك. دخيلتك خلاص انتي أمانتي. ما الامر تكلمي

أتفقنا انا وهو ان نتزوج بدون علم إهلي وأهله انا دخيلتك اكون خادمة لك ولأهلك الصديق مبتسما "اغراك جماله ها "

( اعذرك الوجوه الجميلة تخدع الجميع دائما ) "

والله لا اتركك في هذا الحال وسار معها بعد مسير شاق مليء بالقلق والحيرة وحل الغروب ونزلوا ضيوف على أحد البيوت العرب التي تخلو من الابواب والسياجات السلام عليكم وعليكم السلام اهلا وسهلا هيه ذهبت لحرم النساء وهو جلس مع المعازيب وقال يا وجوه الخير نحن سنذهب قبل الفجر نحن على عجل ومن عادات العرب يسألون الضيف بعد ثلاثة ايام. قبل الفجر،

وهو نائم أيقظته بيدها وليس بصوتها هزت كتفيه ونهض وضع بندقيته على كتفه واستأنفوا المسير وكانت تتقدمه بخطى سريعة مرتبكه. لاحظ ارتباك سيرها بعد ان انقشع الظلام وظهر قرص الشمس وهيه تسبقه في المسير، التحق بها التفت عليها انذهل ليس هيه التي جاء بها من انتي من انتي بحق الاله

أنا بنت العرب الذين حللت عليهم ضيفاً. انا فتاة بكر واحمل في أحشائي طفلا يكبر يوم بعد يوم  من الخوف هزل جسدي وكبرت بطني إذا اتضح امري سأقتل

تعرفين من فعل بك؟

 لا والله كان ملثما لو اعرفه لقلت لإخوتي أسرع أسرع ارجوك أخواني سيكتشفون امرنا لن يصدقوا ما تقول، يذبحوننا نحن الاثنين لا فأئده من الكلام. أسرعوا بخطواتهم وبعد ساعتين وإذا بالخيول أتيه تاركه ورائها عجاجه كبيره نزل في حفره بوضع الدفاع وهم في وضع الهجوم واخذ يضرب النار للأعلى وقال في نفسه لو انا مكانهم لن اتراجع واتخذ القرار سريعاً صوب بندقيته وقتل أحدهم صوبها وقتل الثاني والثالث والرابع فاخذ فرسا ووضعها خلف ظهره ونجىٰ بها وبنفسة،

المشـاهدات 65   تاريخ الإضافـة 16/03/2025   رقم المحتوى 60602
أضف تقييـم