النـص : لاتهمني كثيرا حيثيات التظاهرات التي تفجرت في تركيا ، ومن هو الصحيح او المخطئ ، لكن الذي يحدث في اسطنبول والمدن الأخرى ظاهرة تثير عشرات التساؤلات والحوارات حول ما يحدث، بعد تدفق مئات الالاف من المحتجين نحو شوارع المدن الكبرى في اسطنبول وازمير وانقره ،،وتعالي أصوات الشعب الذين يطوق مراكز الشرطة هناك على اثر اعتقال رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو،حتى لجأت شرطة مكافحة الشغب هناك لاستخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه الحار لتفريق المتظاهرين خلال احتجاج يبدو انها تتواصل وتكبر ككرة الثلج ، نمط آخر من الاحتجاجات التي تشهدها تركيا بين الحين والآخر وابتداع الأسباب لذلك وهذه المرة ما اتسببه توقيف رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو بشبهة "الفساد" و "الإرهاب"كما ادعت السلطات ، لكن الواقع غير ذلك ، فحين تجمع تلك الحشود البشرية بالآلاف أمام مبنى بلدية إسطنبول في ظل إجراءات أمنية مشددة، فهذا يعني أن مسوغات الاحتجاز لم تكن مقنعة للجمهور ، ومغامرة حكومة الرئيس اوردغان على احتجاز منافس قد يزعزع مجده الذي استمر لأربع دورات متوالية منطلقا ً من بلدية إسطنبول نفسها ، لكن الأدوار قد تتغاير ببروز نجم سياسي قادم من عمق شوارع اسطنبول الخلفية ، حاول الرئيس ومخزنه السياسي اقصاءه لكنهم فشلوا وفازت الديمقراطية ووزارة العدل في تثبيته رئيس البلدية معقل ترشح الرؤوساء الأتراك في المدينة الأكبر جماهيريا في عموم تركيا والشرق الأوسط ، وتنفى تهمة الفساد وليثبت القضاء بانه اكبر من السياسة، حين يكون منصفاً وعادلاً أتاحوا للمرشح الفوز واثبتوا وان الفساد في مكان آخر ، لا يطال السيد اكرم أوغلو ، وتوسع الظاهرة كثيرا ، وعملت شرطة مكافحة الشغب التركية واجبها للحؤول دون تخريب المدينة ، حتى الوصول إلى المعالجة في المرحلة الصفراء برش الغاز المسيّل للدموع والرصاص المطاطي على المحتجين الشرسين ، كما سوغت ضد البعض من المحتجين ممن هموا عبور الحواجز التي وضعتها الشرطة.بل تطور الموقف خارج إسطنبول حين اشتبك بعض المتظاهرين مع الشرطة في أنقرة وإزمير ومدن اخرى وكان انفجارا ً مجتمعيا ينتظر صاعق التعبير عن رفض سياسة الحكومة التي عبرت حدود المعقول التركي سيما في سياستها الخارجية ، والأخطر مشاركة طلاب الجامعات الذين يعدون الخط الاحمر في المجتمعات الغاضبة لكثرتهم وخصوصيتهم في كل التجارب ، على الرغم من الحظر المفروض على التجمعات في الشوارع ومحاولة النظام السياسي تطويق الأزمة وتفكيكها ، لكن الإصرار على ذلك الاعتقال السياسي بغطاء جنائي لم يقنع الشارع الغاضب ، ولم يتضح بعد حجم الخسائر البشرية بين القتلى والجرحى التي خلفتها أعمال العنف التي يؤججها الصراع السياسي حول. السلطة في انقرة وتورطاتها في سياسة اقليمية ملتبسة لعل وتداعيات الحرب السورية ،،!''وأعمال العنف التي حدثت في الاقليم الكردي صاعقاً خفياً.
|