
![]() |
قصة الحالمات الأفغانيات الحقيقية دراما ملهمة بطلاتها فتيات موهوبات كاسرات القواعد.. احتفاء بالشجاعة والتحدي للمرأة الأفغانية |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
بعض الأفلام وهي تعيد توثيق الواقع قد تقودنا إلى مساحات أشد تأثيرا من الخيال وأقوى حبكة وأغرب مسارات. مثلا واقع النساء في أفغانستان مثّل مادة فيلم "كاسرات القواعد"، الذي يتناول قصة فتيات موهوبات في العلوم يتحدين بيئتهن القاتلة وحصار التطرف لعقل المرأة، ويخضن رحلتهن المثيرة.فيلم "كاسرات القواعد" يتناول قصة حقيقية عن أول فريق روبوتات في أفغانستان الذي يحمل اسم “الحالمات الأفغانيات”، الفيلم من إخراج الحائز على جائزة الأوسكار بيل جوتنتاج وبطولة علي فضل ونيكول بوشيري.تبدأ فرضية الفيلم مع “رؤيا محبوب” (التي تلعبها نيكول بوشيري)، أول رائدة أعمال في أفغانستان. تقوم هي وشقيقها (علي) بتدريس الرياضيات والبرمجة للفتيات والمراهقين، ولكن هدف الشابة رؤيا أبعد من ذلك، إنها تحلم بإنشاء أول فريق روبوتات تنافسي للنساء في البلاد، من خلال اختبار الرياضيات وتختار عددا من الطالبات كي يحققن أعلى النتائج. الشابات الحالمات هن فاطمة قادريان وليدا عزيزي وسمية فاروقي وكوثر روشان وصغار صالحي. على الرغم من الثقافة السائدة الكارهة للنساء التي تعتقد أن التكنولوجيا حصر على الرجال وهم فقط الذين يجب أن يتعاملوا مع التكنولوجيا. وسبق حرمان الطالبات من الحصول على تأشيرات دخول أميركية مرتين، ولكن أتيحت لهن في النهاية الفرصة للمنافسة في الألعاب الأولمبية الروبوتية. وتواجه المسابقة التي شاركت فيها فرق من أكثر من 150 دولة سلسلة من التحديات، وقد حصلت الفتيات على الجائزة الفضية لإنجازهن الشجاع في مشاركتهن الأولى.
فتيات يثبتن جدارتهن
تدور أحداث الفيلم الوثائقي في أفغانستان، وتبدأ في عام 2017 في مقاطعة هرات حين تشرع سيدة الأعمال الأفغانية رؤيا محبوب في محاولة جذرية لتعليم مهارات الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات للفتيات الصغيرات في المدارس في جميع أنحاء البلاد. على الرغم من التهديدات التي تتلقاها، إلا أن رؤيا تتولى أيضا مهمة أكثر طموحا وتبدو مستحيلة. لقد قررت إنشاء وتوجيه أول فريق روبوتات للفتيات لتمثيل أفغانستان في المسابقات في جميع أنحاء العالم. وسيؤدي ذلك إلى مواجهة أفراد الأسر المتشككين بقدراتهن، والمعتقدات الذكورية، والنقص الكبير في التمويل والفرص للقيام بذلك.فيلم “كاسرات القواعد” تذكير مؤثر بالصراعات اليومية التي يجب أن تتحملها النساء الأفغانيات. كما تقول رؤيا نفسها في الفيلم “الحياة ليست عادلة بالنسبة إليهن،” ومع ذلك، ما تزال النساء في أفغانستان يقاتلن من أجل فرصة، ويتحملن التمييز والعنف القائم على النوع الاجتماعي الذي يواجهنه باستمرار ويظهر بشكل جلي في الفيلم.الشابة رؤيا مستهدفة من قبل طالبان لمجرد تعليم الفتيات الصغيرات كيفية استخدام الكمبيوتر، وهو أمر لم تتمكن من تعلمه أبدا أثناء وجودها في المدرسة لأن أجهزة الكمبيوتر كانت مخصصة للأولاد فقط. يصبح كل من يحاول استخدام أجهزة الكمبيوتر والتعليم هدفا رئيسيا لأولئك الذين لا يؤمنون بتعليم النساء. رؤيا محبوب ليست غريبة على الشدائد، نشأت في أفغانستان، وكانت الفرص التعليمية التي أتيحت لها مختلفة تماما عن تلك التي يتمتع بها أقرانها الذكور. على سبيل المثال، عندما حصلت مدرستها على جهازي كمبيوتر، تم فصل رؤيا والفتيات الأخريات عن الذكور في فصلها وأجبرن على الانتظار خارج الفصل الدراسي بينما كان المعلم يعلم الأولاد هذه التكنولوجيا الجديدة. كانت مثل هذه المواقف هي القاعدة وليست الاستثناء، ولكن تلك المعارضة لم تفعل شيئا لسحق رغبة رؤيا، فبالنسبة إليها كان تعليم المرأة من الأساسيات ومن الضرورة من أجل المساهمة في بناء بلدها، على العكس من الكثيرين الذين يرونه أمرا مخجلا.سعى رجال طالبان إلى قمع المرأة ومنع تعليم الفتيات. لكن الشابة رؤيا واجهت الشدائد وتغلبت عليها في كل منعطف. وخاطرت بحياتها وبدأت في تقديم دروس الكمبيوتر للفتيات اللواتي يمتلكن مهارات قيمة. ومع ذلك، ترى رؤيا أن تأثيرها مجرد قطرة في بحر. كانت تحاول أن تثبت لأفغانستان القيمة التي يمكن أن تقدمها النساء كمهندسات ومبتكرات، لكن رجال بلدها من المتشددين كانوا عديمي الرؤية.سيتعين عليها أن تظهر للعالم بدلا من ذلك قيمة وتضحيات المرأة الأفغانية في تعزيز دورها في البناء. لدى رؤيا خطة: تشكيل فريق روبوتات أفغاني مكون من مجموعة فتيات للتنافس في الأحداث في جميع أنحاء العالم. “سيظهر ذلك لفتياتنا ضوء جديد،” تقول لشقيقها علي. إنه يعبّر عن شكوكه، فلم يفعل أحد من أفغانستان شيئا كهذا، بعد كل شيء. لا تردع رؤيا، بل تذكر شقيقها بأنه “لم يحدث شيء على الإطلاق ما لم يحلم به أحدهم أولا.” وهكذا، شرعت رؤيا وعلي في العثور على أكثر الفتيات الموهوبات اللواتي يمكنهن الانضمام إلى فريق الروبوتات. وتبين أن العثور على الفتيات هو الجزء السهل. ولكن الأصعب كان في إقناع ذويهنّ.نرى التأثير الإيجابي لرؤيا على من حولها، وخاصة الفتيات الصغيرات في فريق الروبوتات أو في فصول الكمبيوتر الخاصة بها. لا ينبغي أن تضيع وقتها، إنها تفعل كل هذا تحت تهديد العنف. إنها تخاطر حرفيا بحياتها للمساعدة في تحسين حياة النساء الأفغانيات. إصرار ومثابرة رؤيا كان لهما الأثر على الفتيات لتشكيل فريق الروبوتات واللواتي أطلقن على أنفسهن اسم “الحالمات الأفغانيات”. يواجهن عددا مذهلا من النكسات، بما في ذلك مآس شخصية كبيرة. لكنهن يواصلن المضي قدما مع تطوير أنفسهن ودعم بعضهن البعض.تشكل الفتيات رابطة حقيقية: الاحتفال ببعضهن البعض، ومساندة بعضهن البعض، وفي النهاية، محاولة تغيير تصور بلدهن لما تستطيع الإناث القيام به. الشاب علي هو داعم ثابت لأخته وفريق الروبوتات للفتيات. يقدم تضحيات من أجل الفريق ويعمل كأذن مستمعة لرؤيا. من نواح كثيرة، هو الشخص الوحيد الذي يمكنها التعبير معه عن شكوكها ومخاوفها.تقول رؤيا إن والدها شجعها على التعلم وتثقيف نفسها. يسمح والد إحدى الفتيات الحالمات باستخدام مرآبه (وأدواته) لبناء روبوتاتهم، حتى بعد أن يتعرض للتهديد من قبل رجال طالبان، لاحقا سوف يدفع حياته ثمنا لتلك المبادرة حين يفجر محله، تتلقى رؤيا رسائل تهديد، بعدها تتعرض هي وعلي وشقيقتهما للهجوم من قبل متشددين من طالبان. رجل يطلق النار على سيارتهم ببندقية. لحسن الحظ، تنحشر الرصاصة في البندقية بعد بضع طلقات فقط ويهرب القتلة.نجت رؤيا والآخرون من محاولة الاغتيال دون أن يصابوا بأذى. عندها تشعر بالإحباط، لكن صديقاتها يرفعن معنوياتها من خلال تحويل انتباهها إلى التغييرات الإيجابية التي حدثت في أفغانستان، والتي لعبت فيها رؤيا دورا كبيرا. إنهن جديرات بمستقبل يمكن أن يكن فيه أيضا بطلات في فريق الروبوتات، ويتطلعن إلى إكمال دراستهن وأن يصبحن مهندسات أو طبيبات أو معلمات. إنهن جديرات بالحرية ونيل فرصتهن. ينتهي الفيلم برسالة مؤثرة حقا إلى فتيات ونساء أفغانستان “لا تفقدن الأمل. سنرفع أصواتنا نيابة عنكم ونكافح من أجل حريتكن.” فالفيلم يقدم رسائل قوية حول العمل الجماعي والتضحية والمثابرة وقيمة تعليم المرأة، لاسيما في مجالات العلوم والهندسة. تضرب وتيرة القصة بعض المطبات لأنها تؤسس الأساس السردي للفيلم. لكن السيناريو يخطو خطوته عندما يتشكل فريق الروبوتات للفتيات ويتنافسن لإثبات جدارتهن.
الطريق الصعب
تواجه هؤلاء النساء الخمس والمصممات على الفوز تحديات كبيرة مثل التحدث أمام الجمهور أو التفاعل مع القواعد الاجتماعية التي تختلف تماما عن تلك التي اعتدن عليها. ومع ذلك، فإن رحلتهنّ محفوفة أيضا بالتحيز بسبب جنسيتها والتشدد الديني في بلدهنّ. أعضاء فريق الروبوتات هنّ مجرد مراهقات يتعرضن للتهديد من مجموعة متطرفة.فيلم “كسر القواعد” يشير صراحة إلى طالبان وتكتيكاتها الإرهابية ضد الشعب الأفغاني. في 17 سبتمبر 2021، قامت طالبان بِحظر التعليم الثانوي للفتيات في أفغانستان. واليوم، وفقا لليونسكو، هناك حوالي 2.5 مليون فتاة أفغانية خارج المدرسة. كما انخفض الوصول إلى المدرسة الابتدائية بشكل حاد منذ استيلاء طالبان على السلطة، حيث انخفض عدد الفتيات اللواتي يذهبن إلى المدرسة اليوم بنحو 1.1 مليون.وبعد أن استعادت طالبان السيطرة على البلاد في عام 2021، قامت بمنع جميع الفتيات فوق سن الثانية عشرة من الذهاب إلى المدرسة، لذا كان تفاؤل الفتيات وأملهن طوال الفيلم مفجعا. تتحدث فاطمة، وهي واحدة من أكثر الأعضاء في الفيلم الوثائقي طموحا، عن رغبتها في أن تصبح مهندسة. إنها تريد إنهاء المدرسة والذهاب إلى الخارج للدراسة وتغيير تصوّرات الناس عن أفغانستان. تريد هي وزميلاتها في الفريق أن يعيش جيلهن متحررا من العنف والحرب والحكم القمعي، ويؤمن إيمانا راسخا بأن التعليم هو السبيل لضمان هذا المصير لبلدهم. لكن للأسف، الحياة في أفغانستان محفوفة بالمخاطر.خلال رحلاتهن التنافسية، هناك العديد من التفجيرات الانتحارية والهجمات على رموز التقدم والتعليم. إن إدراج المخرج لمثل هذه المشاهد والصور المزعجة يسلط الضوء على خطورة الوضع السياسي – مع عدم وجود فظاظة – ويؤكد على مدى خطورة التجارب الشخصية للفتيات. وقد حظيت هذه التجارب بدعاية وطنية ودولية في ذلك الوقت، وعرضت وجوههن باستمرار وكررت التأكيد على أهمية تعليم الفتيات. هذا موقف خطير للغاية عندما يكون هناك الكثير ممن يعتقدون أنهنّ غير مستحقات لهذه الفرصة. اعتبارا من الآن، الفتيات لا يشعرن بالأمان، بعد أن وصفتهن طالبان بأنهن “كافرات” وحكم عليهن بالإعدام، لكنهن ملتزمات بإحداث التغيير. قالت الشابة إيلاها محبوب، الكاتبة والمنتجة التنفيذية للفيلم “إن ‘كاسرات القواعد‘ ليس مجرد فيلم، بل هيو شهادة على قوة التعليم والتكنولوجيا والقدرة على الصمود. وتمثل رحلة فريق الروبوتات للفتيات الأفغانيات شجاعة الشابات اللاتي يرفضن قبول القيود المفروضة عليهن. وباستخدام العلم والابتكار كأدوات للمقاومة، وبصفتي كشخص عمل على خلق الفرص للنساء الأفغانيات في مجال التكنولوجيا، أردت أن أجعل هذه القصة حقيقة لإلهام الجيل القادم من صناع التغيير وأن نظهر للعالم ما هو ممكن عندما تُمنح الشابات حق الوصول إلى التعليم والفرصة.”من اللافت للنظر، أن لكل فتاة شخصيتها الخاصة وقصتها ودورها في فريق الروبوتات. تعيش تارا مع والدها، وهو ميكانيكي، وتعمل معه جنبا إلى جنب في إصلاح السيارات والدراجات النارية. هادية هي الأكبر بين أشقائها، تتظاهر بأنها صبي للعمل ومساعدة والدتها. أريزو من محبي ألعاب الفيديو السباقات وتبحث باستمرار عن التحديات، سواء في الرياضيات أو في الحياة. تلعب إيسين كرة القدم، ويجب أن تتعامل مع رفض عمها لنشاطها، وهو كبير العائلة ويقرر حياتها.
قصة تتجاوز الخيال
رؤيا وفريقها فتيات حقيقيات سبق وأن فزن بمسابقات الروبوتات الدولية وحصلن على منح جامعية. إنهن نموذج للأمل للنساء والفتيات في البلدان التي يجب عليهن فيها المخاطرة بحياتهن حرفيا من أجل الدراسة. لحسن الحظ، نجحت الفتيات في الفرار من قبضة طلبان. ومع ذلك، من المستحيل عدم التفكير في كل هؤلاء الفتيات اللواتي بقين تحت حكم طالبان القمعي.استنادا إلى أحداث حقيقية، “كاسرات القواعد” هو فيلم درامي يؤرخ مسار رؤية محبوب في كفاحها من أجل تعليم الإناث والمساواة بين الجنسين. ويركز الفيلم أولا على مبادرتها لجلب الحوسبة إلى نساء بلدها، ثم على قيادتها كمبتكر لأول فريق روبوتات مكون حصريا من الفتيات في أفغانستان.حدثت القصة الحقيقية في سياق كان فيه تعليم المرأة الأفغانية محدودا إلى حد كبير بالأفكار التي حملتها طالبان في ثقافة ذلك البلد، وبقيت حتى في الأوقات التي لم تكن فيها المسؤولة. رؤيا محبوب هي امرأة ذات رؤية وتطلعات كبيرة أصبحت أول من يمتلك شركة تكنولوجيا في المنطقة، ليس فقط متحدية للأعراف الاجتماعية ولكن أيضا رمزا للأمل للكثير من نساء العالم.كانت سمية فاروقي، هي قائدة فريق “الحالمات الأفغانيات” الحقيقية، تصدرت فاروقي عناوين الصحف الدولية عندما قامت هي وفريقها ببناء جهاز تنفس صناعي من قطع غيار السيارات المستعملة استجابة لوباء كوفيد في أفغانستان. ولدت فاروقي في هرات بأفغانستان عام 2002. زرعت حبها للهندسة في متجر والدها الميكانيكي. توقفت مسيرتها المهنية في المدرسة الثانوية وقيادتها لـ”الحالمات الأفغانيات” بسبب استيلاء طالبان على أفغانستان. اضطرت هي وبقية زملائها إلى الفرار من البلاد في أغسطس 2021، الآن تدرس سمية فاروقي الهندسة الميكانيكية في الولايات المتحدة وتواصل مساندتها لتعليم الفتيات في أفغانستان بصفتها بطلة عالمية لصندوق “التعليم لا ينتظر”.قالت فاروقي “يُقدم فيلم ‘كاسِرات القواعد‘ للعالم لمحة عن الواقع الذي تواجهه الملايين من الفتيات والنساء الأفغانيات اليوم واللاتي يعشن تحت حكم طالبان. حيث يتم حرمانهن من حقوقهن الإنسانية في التعليم والحرية والكرامة. لن يتم إسكات أصواتنا.” يتبع السيناريو الخط النموذجي للأفلام الرياضية، مع فكرة مركزية للأفراد الذين يقاتلون ضد كل الصعاب في مسألة تنافسية. لكن إحدى نقاط الضعف في الفيلم هي هيكله السردي، الذي يتأرجح بين دقائق من الشحنة العاطفية الكبيرة، وأخرى تشعر فيها بالسطحية والتفكك. بالإضافة إلى ذلك، لا ينتهي فريقها الإبداعي بتحديد من هم أبطال هذا الفيلم الروائي الخاص، ويفتقر إلى تركيز شخصي أكبر على حياة المبتكرة الشابة (رؤيا)، أو على العكس من ذلك، على حياة إيسين وتارة وهاديا وأریزو، وما هي الخطوات والاهتمامات التي جاءت قبل أن يقوموا بمآثرهم العظيمة.يقفز الفيلم بسرعة بين حكايات رؤيا محبوب وتطور “الحالمات الأفغانيات” (اسم فريق الروبوتات). لا ينغمس السيناريو في الديناميكيات التي تحدث في مسابقات الروبوتات، ولا في العملية السابقة للشابات لفهم القواعد والمسابقات الفردية التي يتعين عليهنّ اتباعها في عالم هذه المسابقات الحقيقية. لذلك يبدو أن الإنتاج يفترض أننا كجمهور لسنا في حاجة إلى الخوض بشكل مكثف في رحلة الأبطال.على الرغم من هذه العيوب، فإن أداء الممثلين هو أبرز ما في الفيلم. تمكن فريق التمثيل من نقل أصالة ومرونة شخصياتهم، دون اللجوء إلى توصيف من النوع “الملهم في هوليوود”، مشيرا بشكل واقعي إلى ثقافتهن ويقدم ملمسا عاطفيا حيويا. تعطي الممثلات بساطة إنسانية للقصة التي كان من الممكن أن تقع في الميلودرامية في أيدي فنانين أقل إلهاما. تتألق الشابة نيكول بوشيري في دور”رؤيا” حيث يحتل الدور الكثير من الفصل الأول قبل أن تتنازل عن دورها القيادي لإحدى الطالبات وتفسح المجل لهن في التألق والإبداع. يحافظ الفيلم أيضا على تركيز واضح على رسالته الأساسية: الوصول إلى التعليم هو قوة يمكن أن تغير الحياة، فضلا عن أن اتخاذ الخطوة الأولى مهم لتعزيز الإجراءات الإيجابية في المجتمعات.أخيرا، في أمة يكون فيها تعليم الفتيات تمردا، توقظ المرأة ذات الرؤية الأمل والمعارضة. شجاعتهنّ تشعل حركة يمكن أن تغير أمتهنّ إلى الأبد.ويظل الفيلم شهادة قيمة على قضية حقيقية تسعى إلى الإلهام والتثقيف. يجب سرد القصة الشجاعة لرؤيا محبوب وفريقها، ونأمل أن يكون هذا الفيلم، أو غيره من الأفلام الأكثر صقلا وتركيزا عليها لاحقا، دعوة عاجلة للعمل والتفكير حول هذه القضايا التي ما تزال أكثر أهمية وأكثر من أي وقت مضى.من المهم أيضا ملاحظة أن الفيلم لا يروي قصة تحسين الذات فحسب، بل يسلط الضوء أيضا على الحواجز المنهجية التي تواجهها النساء في المجتمعات التقييدية. بالإضافة إلى ذلك، يوضح كيف يمكن للتكنولوجيا والتعليم أن يعملا كأدوات للتمكين والتغيير الاجتماعي. يقدم لنا الفيلم أيضا شخصيات حقيقية عن شابات موهوبات، ولكن أيضا عديمات الخبرة، ويجب أن يتعاملن مع مخاوفهن وشكوكهن. ينعكس هذا في اللحظات الحاسمة، مثل اللقاءات مع الشباب من مختلف البلدان المشاركة في المسابقة، عالم مختلف عن عالمهن.في الختام فإن الفيلم دراما ملهمة مبنية على قصة حقيقية. تتجاوز القصة المحظورات الدينية والثقافية في أفغانستان. إنهن شابات يواجهن عقبات مختلفة مع معارضة عنيفة، لكنهن سيبقين قادرات على مواصلة مهامهن. “كاسرات القواعد” هو احتفاء بالشجاعة والتحدي للمرأة الأفغانية، يعرض الشابات اللواتي حطمن التوقعات في سعيهن الدؤوب للتعليم والاستقلال على الرغم من قبضة نظام طالبان المتشددة.
علي المسعود |
المشـاهدات 110 تاريخ الإضافـة 24/08/2025 رقم المحتوى 66013 |