إيغال العدو الصهيوني بجرائمه ضد الإنسانية التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية وتجرأه على خرق القوانين الدولية بالتعدي على سيادة الدول لتنفيذ مخططه الفاشستي والتمدد الاستعماري باستخدام القوى على حساب دول المنطقة وعدم احترامه للمواثيق والمعاهدات الدولية كل ذلك جعل العالم يقف لإعادة النظر في الموقف من القضية الفلسطينية بعد أن بات الانقسام الشعبي واضحاً يهدد بتقويض الدول الراعية لهذا الكيان بدون شرط أو قيد.

هذا التغير بالمواقف بعد أن أحرجت البلدان التي تقف مع الكيان وعدم امتلاكها ما تبرر به لشعوبها السكوت عن جرائم الإبادة التي يرتكبها الصهاينة ، جعل ذلك يتبلور في مواقف مهمة أدت إلى إعلان أقطاب كبيرة اعترافها بدولة فلسطين على وفق القرارات الدولية وهو الحق القانوني والشرعي للشعب الفلسطيني بإقامة دولته على أراضيه ، وهو ما أسهم في اتساع رقعة الاعترافات التي انضمت إليها أخيراً استراليا وكندا وبريطانيا وستلتحق بها فرنسا وغيرها ، ليمنح هذا الاعتراف الفلسطينيين زخماً لاسترجاع حقوقهم الشرعية المسلوبة ، ويدفع عصابة الكيان الصهيوني لإعادة النظر في سلوكياتها الإجرامية ، والتي لولا سكوت المجتمع الدولي ومحاباته ومجاملاته والوقوف معه حقاً وباطلاً لما استخف بكل المعايير الإنسانية ولما تمادى بارتكاب أبشع الجرائم تحت عنوان واهٍ وكاذب هو الدفاع عن النفس ، فقتل ثمانية عشر ألف طفل وخمسة عشر ألف امرأة وأكثر من ثلاثين ألف رجل وألف وخمسمائة من متطوعي المنظمات الدولية والإنسانية وثلاثمائة صحفي وإعلامي ، جميعها هي عمليات تطهير عرقي وعنصري غضّ العالم المتحضر النظر إليها وتجاهل خطورتها لولا انتفاضة الشعوب الحية التي دقت ناقوس الخطر داخل تلك المجتمعات بعد أن افتضحت الانتقائية وانكشف القناع عن الشعارات الكاذبة والمزيفة.

بات اليوم الذي يتحقق فيه حلم الفلسطينيين بدولة ذات سيادة قريباً جداً يرافقه انهيار كارثي للحلم المشبوه للصهاينة ، والذين سيضطرون صاغرين للتنازل عنه واحترام الشرعية الدولية ، التي لن يستطيعوا بعد اليوم خرقها وإهانتها لأن هناك دولة مارقة مثل أمريكا تدعم جرائمها وتسهّل عمليات قتلها للأبرياء .. قريباً سنرى تمثيلاً دولياً متكاملاً لدولة فلسطين وهذه هي الخطوة الأهم للسلام في المنطقة والعالم.

باسم الشيخ