الأربعاء 2025/11/5 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 14.95 مئويـة
نيوز بار
فوق المعلق العشيرة ولعبة التوظيف السياسي !؟
فوق المعلق العشيرة ولعبة التوظيف السياسي !؟
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب الدكتور صباح ناهي
النـص :

 

 

 

 

عرُف شيوخ العرب بانهم أباة اصحاب مرؤات وباس ، وأهل كرامة وموقف وعزيمة ، وتميزوا بالحكمة واشتهر شجعانهم و أكارمهم ،ونالوا شرف اعوانهم وتبُعهم واستجار بهم الضعفاء و الغرباء ، حتى اشيع لدى العرب الاستجارة في العراق وسواه بصيغة ( ذب جرش ) اي والى وصار في حماية  العشيرة الفلانية وصار ( يدي ) معهم ويغير بمعيتهم ويتحمل وزرهم في السراء والضراء ، وظلت القبائل والعشائر والأفخاذ، تفاخر بنسبها لان فيها ما يجعلها تفاخر الأقوام الأخرى بمناقب العشيرة وأكرمها فقبيلة طي عرفت بحاتم الطائي الذي أكرم ضيوفه دوما، ولم تنطفي ناره كي يستدل عابرو السبيل على مكانه وينعموا بما يقدمه ليلاً ونهارا ً، من طعام وزوادة سفر ، وخزاعة تفاخر بحكمة وشجاعة حكمائها الذين يفصلون بين المتخاصمين من القبائل ولها وظائف الحجيج وكان آخرهم حمد آل حمود الذي سميت الديوانية على شرفه ، وقريش بهاشم عمرو بن عبد مناف جد الرسول الذي هشم الثريد لأهل مكة ايام الجدب واطعم الحجيج ، والسعدون مزية ناصرهم الأشكر الذي سميت الناصرية على اسمه ولقبه، وكان حكيما،

 

وهكذا فان العرب تملك رصيد تاريخي طويل يشّرف قبائلها جميعا ، ويجعلها تفاخر بانسانها، ومواقفها المشهودة في الجاهلية والإسلام ،

 

وما كانت السلطة وحكامها مهما كانوا هم مبتغى القبائل التي تقف عند تاريخ وارث من امجاد القبائل العربية والعراقية على وجه التحديد التي حمت الثغور وحافظت على ربوعها وحدودها بفروسية ، فكانت الأكرم والأعز مكانة وكرما ً، ولاكت ( من اللوك ) حكاماً وطغاة وبغاة وردتهم بشجاعة وصبر طويل، وماكانت تخضع لسياسي طغى او أراد ان يتحكم بمصائرهم حتى لو داهنته ورمته فيما بعد بمزبلة التاريخ المليء بالحكايات والشواهد ، التي اثبتت حنكة ومواقف شيوخ قبائلنا الأبرار في مقارعة الحكام والساسة وطغيانهم ،،

 

رغم سعيهم إلى توظيف القبائل والعشائر في عمليات سياسية لاهداف قصيرة انتخابية غير مقبولة، ومكشوفة لديهم، فمن غير المجدي و لا يتناسب وتاريخ عشائر العراق ان تخضع لمضاربات السياسة وألاعيبها ، وهي تدرك كونها الثابت أبدا ً، والسياسية متغيرة الأهواء والمشارب والتحالفات والمراوغة وتستبدل الشخوص وتحولهم في لحظات حرجة إلى مماسح طاولات، حين تدور الدنيا ويخسر المضاربون فيها .القبائل وأبناؤها ثابت اجتماعي وطني لايمكن توظيفه في خلافات انية زائلة ،

 

وعلى القبيلة ومشايخها ان تبقى مع هذا الثابت الوطني و المقوم الاخلاقي في تاريخها،  وحصيلة ما تفخر وتفاخر به ،ولا يخضع بعض شيوخها من الخط الثاني والثالث إلى المضاربة السياسة فهي غير لائقة بها وبدورها في الحياة العامة ، كونها محكومة بتاريخها وارثها ، وتحول دون ان تكون لعبة في أيدي الزائلون حتما من السلطة والمناصب ، فلو دامت لغيرهم ما وصلت اليهم ،

 

والعاقل يفهم ان العشائر والقبائل يجب ان لاتزج ويضحى بها في الألاعيب السياسية والمناكفات كي نتجنب عمليات الانشقاق المجتمعي والثارات التي تورث سنوات قادمة ..

المشـاهدات 35   تاريخ الإضافـة 04/11/2025   رقم المحتوى 67982
أضف تقييـم