الأحد 2025/11/9 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
السماء صافية
بغداد 15.95 مئويـة
نيوز بار
النفاق في المنظور الإسلامي
النفاق في المنظور الإسلامي
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 

 

سامي ندا جاسم الدوري

النفاق داء خلقي خطير تتجلى مظاهره في مجالات شتى منها النفاق الديني والاجتماعي و السلوكي(بما يسمى بالمكر والخداع .والغدر والتسلق ..والكذب والتصنع والرياء)هو قناع هدام ينخر صاحبه قبل غيره وسرعان ما يقع من أول اختبار المنافق الاجتماعي جبان لأنه لا يستطيع الظهور على حقيقته ويتخفى وراء شعارات وأقنعه هشة واضحة لكل من نضجت خبرته وله عينا ثاقبة فيكشفه من أول محاولة لكن المنافق العقائدي هو في الواقع كافر متخفي عن الناس لكن الله لا ينظر إلى أشكالنا بل إلى قلوبنا وهو علام بما في الصدور .وكثر الحديث في القرآن الكريم عن النفاق والمنافقين ، صفاتهم وأخلاقهم وأنهم شر أنواع الكفار ، وأن مصيرهم في الدرك الأسفل من النار ، ومن ثم تحذير المؤمنين منهم لأن بلية المسلم بهم أعظم من بليته بالكفار المجاهرين ، ولهذا قال تعالى في حقهم) هم العدو فاحذرهم ( واختلف علماء اللغة في أصل النفاق ، فقيل إن ذلك نسبة إلى النفق وهو السرب في الأرض لأن المنافق يستر كفره ويغيبه ، فتشبه بالذي يدخل النفق يستتر فيه .وقيل : سمي به من نافقاء اليربوع ، فإن اليربوع له جحر يقال له النافقاء ،كذا المنافق يخرج من الإيمان من غير الوجه الذي يدخل فيه .أما النفاق في الاصطلاح الشرعي فهو إظهار القول باللسان أو الفعل بخلاف ما في القلب من القول والاعتقاد، أو هو الذي يستر كفره ويظهر إيمانه ، وهو اسم إسلامي لم تعرفه العرب بالمعنى المخصوص به ، وإن كان أصله في اللغة معروفاً . وأساس النفاق الذي بني عليه أن المنافق لابد وأن تختلف سريرته وعلانيته، وظاهره وباطنه ، ولهذا يصفهم الله في كتابه بالكذب كما يصف المؤمنين بالصدق، قال تعالى ) ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون (وقال ( والله يشهد إن المنافقين لكاذبون )وأخص وأهم ما يميز المنافقين الاختلاف بين الظاهر والباطن ، وبين الدعوى والحقيقة وقد يطلق بعض الفقهاء لفظ الزنديق على المنافق ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا إئتمن خان ) والإعراض عن الجهاد فإنه من خصال المنافقين قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من نفاق (، والنفاق الأصغر ، أنه نوع من الاختلاف بين السريرة والعلانية مما هو دون الكفر ، وذلك كالرياء الذي لا يكون في أصل العمل وكإظهار مودة الغير والقيام بخدمته مع إضمار بغضه والإساءة إليه ، كالخصال الواردة في حديث شعب النفاق ونحو ذلك ، فعلى المسلم الحذر من الوقوع في شيء من ذلك . والنفاق الأكبر ، وهو أن يظهر الإنسان الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخر ، ويبطن ما يناقض ذلك كله أو بعضه ، وهذا هو النفاق الذي كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونزل القرآن بذم أهله وتكفيرهم ، وأخبر أنهم في الدرك الأسفل من النار ، كقوله تعالى( ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين ) وقوله )بشر المنافقين بأن لهم عذاباْ أليماْ ، وكقوله (وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها ) ، وأن المنافقين من أسوأ أنواع الكفار ، ومصيرهم في الآخرة في الدرك الأسفل من النار ، لأنهم زادوا على كفرهم ، الكذب والمراوغة والخداع للمؤمنين ، ولذلك فصل القرآن الحديث حولهم وحول صفاتهم لكي لا يقع المؤمنون في حبائلهم وخداعهم .

المشـاهدات 14   تاريخ الإضافـة 08/11/2025   رقم المحتوى 68106
أضف تقييـم