منذ ان قدم ترامب الى رئاسة الولايات المتحدة، والعالم كله في فوضى عارمة في الاقتصاد والسياسة والامن. والجانب الوحيد المتأثر بها هي الدول النامية، ومن هذه الدول النامية الأكثر تضرراً تأتي تلك البلدان التي يتواجد بها الشيعة. وتمارس الولايات المتحدة في ظل حكم ترامب دور فرعون وليس دور الشرطي حيث يستغل ترامب قوة وتفوق الولايات المتحدة العسكري والتكنولوجي من اجل اخضاع الدول لتسير حسب منهج ترامب الفوضوي الذي يديره بعقلية تاجر خسران يريد تعويض الخسارة بأي شكل من الاشكال، وهو يحسب انه يحسن صنعاً. والجميع يتذكر في زمن كورونا كيف اقترح بالبث المباشر ان يشرب المصابين بفايروس كورونا الكلور حتى يقتل الفايروس في أجسادهم، فأي عقل ساذج هذا يريد قيادة العالم. أنه لا يهمه ان يعيش العالم في فوضى المهم ان أمريكا تأتي اولاً ويموت الناس ويعيش الامريكان.اليوم ادار ترامب وجهه ولسانه نحو العراق بعد ان خدع حزب الله وحماس باتفاقات يلتزم بها هم فقط دون الكيان الإسرائيلي، وهي بالاصل مخطط لها ان تكون هكذا وهي ان تنهي الحرب شكليا ويبقى الكيان ومن طرف ولحد يشن حرب تصفية لاعضاء حزب الله وحماس مع تبرير كامل لتصرفاته ولا احد يحاسبه عليها وهو يعلم جيدا ان حزب الله وحماس لن يغامروا ويردوا عليه لأنهم غير قادرين على الرد من جهة وسوف يحاربهم في لبنان مثلا الجيش اللبناني بل الشعب اللبناني من غير الشيعة وقد تكون النتيجة تهجير الشيعة من الجنوب وتهجير اهل غزة منها حتى تصفى لترامب، وتتهيأ لبنان للتطبيع وقد اعلن ذلك الرئيس اللبناني المزكّى امريكيا ان المفاوضات (ويقصد التطبيع لان المفاوضات ستفضي لها) خير من الحرب. الان جاء الدور على العراق العقدة الأخيرة لبدء التطبيع، وايران ليست مهمة سواء طبعت ام لم تطبع فهي ستبقى في عزلة ومن يصطف معها سيكون في عزلة مثلها ولذلك هي وطدت علاقاتها مع الصين وروسيا؛ لأن العراق في خطر.اليوم يتدخل ترامب في الشأن العراقي فرئيس الوزراء لن يمر ما لم يرضى عنه ترامب. والوزراء لن يكونوا من الفصائل المسلحة، وتلك الفصائل لابد ان تنزع سلاحها حتى لا تقصف، وسيصل الامر الى حل الحشد الشعبي ولن يقبل ترامب حتى بدمجه في وزارة الدفاع. لو تخلوا الفصائل وحل الحشد فسوف يهرول العراق الى ركوب سكة التطبيع لا محالة، وسيركبها ان رفض من خلال الحرب. كل ممارسات ترامب في العالم جعلت من أمريكا لا تتصرف كشرطي للعالم بل انها تجاوزت هذا الدور لتلبس ثوبا جديدا وهو تطويع المناهضين لها وللكيان بالقوة. فدور الشرطي الذي مارسته أمريكا من قبل لم يصل الى هذا المستوى فقد طبقته عبر اختيار رؤساء عملاء لها يخدمون مصالحها. اما دور أمريكا الترامبيه فهي تريد تغيير صورة العالم ليكون نهج العالم أمريكيا في الشكل والمذاق والنكهة. والعالم مع الأسف ضعيف لا يستطيع مواجهة أمريكا فاوروبا تقف معها لأنها ان وقفت ضدها لتقييد حريتها في التصرف في العالم فسوف تفقد القيم الغربية لصالح قيم غريبة دخيلة.ان ترامب لم يستطع ان يهدد كوريا الشمالية كونها تمتلك سلاح ردع نووي، وكل من يريد مواجهة أمريكا لابد ان يحصل على أسلحة تردعها عن تهديديها وتجويعها. هذا هو الحل امتلاك سلاح رادع لهمجية ترامب، لأن سياسة ترامب ستكون سياسة أمريكية دائمة وقد رأينا كيف ان بايدن لم يستطع ان يعود للاتفاق النووي مع ايران بعد ان الغاه ترامب. اما منطقة الشرق الأوسط فأن زوال الكيان الإسرائيلي هو الطريق الأقصر لضمان استقلالها واستقرارها وابعاد تدخلات أمريكا فيها وبدء في تنمية اقتصادية حقيقية اما الردع فلا ينفع. وبالنسبة للعراق فأن نزع السلاح يعني فقده لاداة ردع ولو كانت لا توازي أسلحة أمريكا والكيان وتفوقهما. واذا قررت الفصائل نزع سلاحها عليها الا تشترط عدم التعرض لمقراتها وقادتها وهو امر يدل على الخوف والتراجع من مواقف كانت كما يبدو لأغراض استهلاكية بل يجب عليها الاشتراط عدم اجبار العراق للدخول في التطبيع لان هذا هو هدف حمل السلاح.  وعدم التدخل في اختيار رئيس الوزراء أيضا. ولو كان الشعب هو من اختار بشكل مباشر عبر الاقتراع شخص رئيس الوزراء لما تجرأت أمريكا وتدخلت في شؤننا، ولكن ماذا نصنع بأصحاب النفوس الضعيفة المريضة الطامعة التي جعلت من العراق اضعف دولة وفاشلة. وسان حال الناس يقول متى نرى ذلك التحول نحو الاقتراع المباشر لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب حتى نتخلص من سطوة اهل السطوة. يا ترى هل يتعضون ويرفعوا أيديهم من التحكم بمستقبل الناس.