الأحد 2025/11/9 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 18.95 مئويـة
نيوز بار
فوق المعلق الاوطان والبناة سنتان ونصف تاريخية !
فوق المعلق الاوطان والبناة سنتان ونصف تاريخية !
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب صباح ناهي
النـص :

 يحدثني باتي جسر 14 تموز المعلق اللواء عبد الخالق  العزاوي ، وهو مهندس متخرج من بغداد و بتفوق من انكلترا ، بأن للجسر حكايات لم يعرفها الكثير  من العراقيين ، حين بوشر باعادته من جديد ، ليبقى معلقا ً وينطبق عليه الاسم ، بمعنى اسم على مسمى ، كونه الوحيد في العراق المسحوب باذرعه الفولاذية القوية التي تتحمل مئات الاطنان من الاثقال التي تمر على الجسر يوميا ،لان معيدي بناءه  مطلع تسعينات القرن الماضي وعلى راسهم المهندس اللواء عبد الخالق الصارم في عمله الذي كان ينام كل يوم قرب الجسر لينتظر لحظات  تعليق الحبال في وقت صالح ومحدد يقول: ( كنا نعمل بعد الساعه ٣ ليلا لغايه طلوع الشمس حيث ان درجه حراره الجو والحبال وحديد سطحه الجسر تتساوى،  وبذلك نحافظ على عمليه التمدد الصحيح اثناء التعليق واستمر هذا العمل بحدود ثلاثه اشهر ، وقسم من الايام كنت انا واقفا على الجسر طوال الليل حتى الصباح ، لاكسب الوقت واضمن استثمار هذه الدقائق العصيبة  ، لاستغلال حالة التوافق في التمدد بين الحبال وسطح الجسر )

كان ارجاع جسر 14 تموز المعلق إحدى ملاحم التصنيع العراقية ،ابطالها مهندسون عراقيون وضفوا خبراتهم وجهودهم ،لعودة الحياة الى الجسور والمباني التي ضربت عام 1991 ، لكن المعلق ملحمة إعادة الاعمار والامتحان العسير للعقول العراقية ، فبالنظر  لعدم وجود خبرات عراقية سابقة في تقنية بناء الجسور المعلقة فقد وضع المهندسون العراقيون 2500 مخطط تنفيذي ، لغرض إعادة بناء الجسر ، معتمدين على مقايسن ما تبقى من  الاجزاء المتبقية من الجسر الصالحة

لكنهم واجهوا صعوبة التنفيذ لعدم توفر مخططات لطريقة التفيذ وكيفية تعليق الحبال ، وكيفية احتساب اطوالها ، ( أي احتساب قوة الشد اثناء تسليط الحمولات ، وكيفية وضع المساند ، تحت سطحة الجسر ، بالمناسيب الصحيحة ، لتتلاءم  مع اطوال الحبال الفولاذية اثناء التعليق ، وطريقة رفعها  اثناء تعليق سطحة الجسر ، بالحبال العمودية ، والطولية ) كما يروي اي مهندس إعادة الجسر المعلق ، مرت عملية اعادة الجسر بمواقف عصيبة كانت حياة العاملين من المهندسين والمشرفين على كف عفريت ، سيما وانهم لايملكون خبرة سابقة عن عملية في بناء الجسور المعلقة التي تعد من اصعب العمليات الهندسية ، في العالم ،يقول اللواء المهندس عبدالخالق ( في يوم جاءني رئيس المهندسين علي سعودي مجيد ، الى مكتبي وهو بحالة حرج شديد ليقول لي بان الجسر بدا كله يتحرك نحو جهة الكرخ ، أي نحو الشمال ، وأن طريقة رفع المساند اصبحت غير فعاله !؟، وهزني الكلام وسارعت للخروج من مكتبي على عجل ، معه الى موقع العمل وكنا نسير فوق جسر الخدمة الجنوبي ،وقررت حينما قطع المرور عن جسر الخدمة التي يمر فوقه السير ، لكي نمنح لانفسنا وقتا للتفكير ، بكيفية معالجة الموضوع وبقيت نصف ساعة اتطلع للجسر كله لاتفكر بكيفية حل المشكلة ، عن طريق توازن القوى مع توزيع الاوزان والحمد لله فقد امرتهم بترك طريقة تسلسل  رفع المساند المكتوبة لديهم ، والبدء برفع المساند اولا من جهةالكرادة ،الشرقية ،

لكي ينخفض الجزء الجنوبي بأكمله ،اولا ثم يسلط قوة كبيرة باتجاه الجنوب ،وبذلك امكن ارجاع وضع سطحة الجسر ، الى مكانها الصحيح ،من جهة الكرادة الشرقية ، والحمد لله فقد تحملت مسؤولية اتخاذ القرار الصحيح بما الهمني الله عز ّ وجل من تفكير صحيح ) وهذا المثل الذي يرويه المهندس عبد الخالق العزاوي مدير مشروع اعادة الجسر المعلق واحدا من عشرات ما رواه لي من اشكالات لاتعد ولا تحصى لكن ارادة البناء وتحدي الظروف القاهرة ، جعلت من العراقيين يتفوقون على انفسهم بلحظات لن تتكرر .فقد اعيد الجسر بسنتين ونصف ،  وقد تتكرر حين تهيأ الظروف المواتية .

المشـاهدات 320   تاريخ الإضافـة 01/08/2023   رقم المحتوى 26709
أضف تقييـم