الجمعة 2025/5/9 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 33.95 مئويـة
نيوز بار
أفلام المخدرات "رمسيس ـ باريس" نموذجاً
أفلام المخدرات "رمسيس ـ باريس" نموذجاً
سينما
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

صلاح سرميني/باريس

منذ شهورٍ وصلني سيناريو فيلم "رمسيس ـ باريس"، وكان بعنوان "ثرثرة فوق برج إيفل" لكاتبٍ لا أعرفه (كريم حسن بشير)، ومخرجٍ لا أعرفه أيضاً (أحمد خالد موسى)، لأنني غير متابع للسينما المصرية الجماهيرية، يومذاك قرأت بعض الصفحات، وتوقفت، فقد أصابني القرف، والدهشة من كاتبٍ لا يعرف عن باريس أيّ شيءٍ، مع أنّ نصف أحداث الفيلم تدور في باريس

في السيناريو، من المُفترض أن تدور الأحداث في المعالم الرئيسية الكُبرى للمدينة: متحف اللوفر، برج إيفل، الشانز إليزيه، كنيسة القلب المقدس .. وتتضمّن مطارداتٍ، وشرطة فرنسية، ورجال عصابة

وهذا كله يحتاج إلى تراخيص، وميزانياتٍ كبيرة من أجل السماح بالتصوير في هذه الأماكن الحسّاسة جداً، والمُزدحمة دائماً، بالإضافة إلى أن السيناريو يقدم نظرةً ساذجةً، وصبيانيةً متخيّلة عن باريس

وهكذا، فكرت فوراً بأن المخرج لن يتمكن من إنجاز ما هو مكتوبٌ في السيناريو، أو لن يُنجز الفيلم أصلاً.

في نهاية شهر رمضان 2023، بدأت أسمع أخباراً عن فيلمٍ بعنوان "رمسيس ـ باريس"، وطالما أنني أعيش في باريس، دفعني الفضول إلى مشاهدته، وسرعان ما عرفت بأنه نفس سيناريو "ثرثرة فوق برج إيفل" الذي قرأت بعض صفحاته، ولم أتحمّل قراءته كاملاً، كما عرفت بأنه سوف يُعرض خلال أيام عيد الفطر، ولم أنتظر أكثر من حوالي أسبوع بعد أيام العيد كي أجد نسخةً مُقرصنة

بحسبةٍ بسيطة، وجدتُ في سيناريو الفيلم كلمة " حشيش" تتكرر 80 مرة، بدون إحصاء الكلمات، والأفعال المتحوّرة عنها

أما عن الفيلم نفسه، سوف يلاحظ من شاهده بأن كلّ الشخصيات المصرية "مسطولة"، وفي حالة تحشيشٍ متواصل

وفكرة الفيلم، وأحداثه كلها قائمة على فكرة الحشيش، والتحشيش، وكلّ الكوميديا السوقية مُستنبطة من نكات التحشيش

وهنا بدأت أتساءل

ـ هل أصبح الحشيش في مصر، والترويج له قانونياً؟

ـ هل تمّ تمويل الفيلم من تجار الحشيش للترويج لبضاعتهم؟

ـ هل السماح بهذه النوعية من السيناريوهات هي خطةٌ ضمنيةٌ لإبعاد الجمهور عن الحشيش، وتعويضه بموادٍ مخدرة أكثر فاعليةً كي يبقى الجمهور "مسطولاً على الدوام"

وبالطبع، لم أجد أيّ إجابةٍ عن أسئلتي

 

نظام التصوير في باريس بالفهلوة

أخيراً شاهدتُ الفيلم، نسخةٌ رديئةٌ مقرصنة، ومن الواضح بأن أحد المتفرجين صوّره بهاتفه المحمول من إحدى صالات السينما التي كانت تعرضه، وأستغرب كيف صمد طوال مدة الفيلم، ويده تمسك التلفون.

بعد مقاومة المُشاهدة، على فريق العمل أن يخجلوا من مستوى الفيلم الذي يمكن تصنيفه بأنه "أسوأ فيلم في تاريخ السينما المصرية" مع أنني شاهدت أفلاماً سيئة جداً

وإذا كنتُ قد أطلقتُ في صفحتي الفيس بوكية على معظم الأفلام المُنتجة حالياً في مصر توصيفاً أكثر قسوةً من أفلام المقاولات"، فإن فيلم "رمسيس ـ باريس" هو "في قاع هذه القائمة"، وهنا أستغرب فعلاً أن توافق إدارة الرقابة على المُصنفات الفنية على سيناريو هذا الفيلم (بحجة حرية التعبير، وحرية الفنان)، وحتى عرضه على جمهور، حتى وإن كان هذا الجمهور مخدراً بأفلام مشابهة، ولا يمتلك القدرة على التمييز ما بين فيلم متواضع جداً، ونكات شلةٍ من متعاطي المخدرات، إلاّ إذا أصبح إنتاج "هذه النوعية من الأفلام"، واستهلاكها، واحدة من السلع المسموح تداولها من أجل تسطيح عقول الجمهور، وجعلها تجهل حتى بأنها تستهلك

هذا التوصيف الذي امتنعت عن كتابته طوعيّاً "....." يشمل السيناريو، الحوارات، التمثيل، التصوير، المونتاج، المؤثرات الخاصة، الموسيقى، الملابس، الماكياج، الألوان

هذا المستوى المتدني إلى أقصى حدّ، دفعني إلى البحث عن بعض ملابسات تصويره في باريس، ومن المعلومات التي سمعتُها من مصادر شخصية، أنه تمّ تصويره في أسبوعين مع أن أيّ منتج فرنسيّ منفذ يقرأ السيناريو، سوف يشترط حوالي 3 شهور تحضير على الأقل، وشهر تصوير في باريس فقط (ماعدا مشاهد القاهرة).

وهذا ما أوقع المنتج المُنفذ (فرنسيٌّ من أصلٍ مصريّ) في تحدياتٍ على الرغم من أنه حذّر المنتج المصري، والمخرج من هذه العقبات التي لا يمكن التغلب عليها إلاّ بتوفير الوقت، وتعديل بعض مشاهد الفيلم (سرقة الموناليزا من متحف اللوفر مثلاً)، وضرورة تأمين ميزانية كافية

ولكن الفريق المصري الذي لا يعرف أيّ شيءٍ عن إمكانيات، وشروط، وأليات التصوير في فرنسا "ركبت في دماغهم، وعايزين يصوروا الفيلم سلق"، وبأيّ طريقة، بنفس طريقة تصوير "أفلام المقاولات" أيام زمان

وهكذا كان.

سيناريو (صفحات من ال....... التي يستحي منها أولاد الشوارع)، تصوير بدون تراخيص (ومنها الطرطرة/التبوّل من فوق برج إيفيل)، تصوير في أسبوعين، صوّر بسرعة، واجري قبل ما حدّ يقفشنا من الشرطة الفرنسية، أو يبلّغ عنا

وهكذا، وعلى حدّ ما سمعت، تمّ تصوير المشاهد الباريسية، وعاد فريق العمل تاركين خلفهم حوالي 270 ألف يورو ديون على الشركة المُنفذة بحجة أن المنتج المُنفذ لم يلتزم بطلبات المنتج، والمخرج مع أن المنتج المنفذ، ومنذ قراءته للسيناريو حذرهم بأن معظم مشاهد الفيلم لا يمكن تنفيذها بهذه السرعة، وبدون تراخيص، ورسوم غالية.

وقد لاحظت ذلك فوراً عند قراءتي للسيناريو

المشـاهدات 659   تاريخ الإضافـة 30/08/2023   رقم المحتوى 28227
أضف تقييـم