
![]() |
مهرجان مالمو للأفلام العربية بدورته 15: علامة بارزة في الافق الإسكندنافي..صور ثرية عن الواقع العربي وتحدياته |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
د. حسين الانصاري ـ السويد كان الإنسان وسيظل مبدعا للفنون ومنتجا للصور الجميلة عبر مر العصور بفعل القدرات الخيالية التي استطاع بواسطتها ان يعبر عن ادق التفاصيل في الحياة ساعيا لتلبية الحاجات الروحية والجسدية والجمالية، وقد ارتبطت الصورة مع خطوات الإنسان وهو يتلمس خطواته الاولى نحوالحضارة ورسم حالة افضل للواقع واليوم قطعت السينما شوطا بعيدا.. وشهدت صناعة الأفلام تطوراً هائلاً على مستوى الإنتاج، حيث وفرت التقنيات الرقمية الحديثة إمكانيات غير مسبوقة للتصوير والمونتاج والمؤثرات البصرية، مما أتاح للمخرجين مساحة أوسع للتعبير. كما تنوعت أساليب السرد، وازداد انفتاح السينما على قضايا إنسانية ومجتمعية معقدة، جعلت منها مرآةً دقيقة لتحولات الواقع. وفي ظل هذا التقدم، برزت المهرجانات السينمائية كمنصات مركزية لاكتشاف المواهب والترويج للأعمال، بينما أصبحت الجوائز العالمية مؤشراً على الاعتراف الدولي بالإبداع السينمائي، مانحةً صُنّاع الأفلام زخماً كبيراً وثقة أوسع في قدرتهم على المنافسة عالمياً. أما في السياق العربي، فبرغم التحديات، بدأت السينما تفرض حضورها على الخارطة الدولية، ناقلةً صورة أكثر عمقاً عن الإنسان العربي، ومعلنةً عن مرحلة جديدة من الوعي الجمالي والفكري في آن واحد.. السينما العربية اليوم تواجه تحديات كبيرة في ظل عالم متحول يشهد انفتاحًا متزايدًا، أزمات متلاحقة، وحروبًا تؤثر على المجتمعات والاقتصادات. في هذا السياق، تلعب المهرجانات السينمائية دورًا محوريًا في تقديم صورة الإنسان العربي، والتعبير عن قضاياه.. فالسينما وسيلة للتعبير عن الواقع السياسي والاجتماعي والثقافي. في ظل الأزمات والحروب، فهي تُستخدم كأداة لتوثيق الأحداث، ونقل معاناة الشعوب، وتسليط الضوء على قضايا ومشاكل المواطنين سواء داخل بلدانهم الأصل ام في بلدان المهجر مثل ، قضايا العنف والحروب واللجوء، والهوية، والحريات وحقوق الإنسان . كما تسهم في تعزيز الحوار بين الثقافات، وتقديم صورة أكثر واقعية عن المجتمعات العربية وما تشهده من أزمات وتحولات متواصلة.. وتقوم ايضا بدور فاعل في إبراز الإنجازات الفنية لمبدعي السينما العربية. وقد اصبح مهرجان مالمو للسينما العربية علامة بارزة في البلدان الإسكندنافية ، عن خصوصية ومضامين افلام الدورة الخامسة عشرة، والتي ستُقام للفترة من 29 أبريل إلى 5 مايو 2025 تحدث الفنان محمد قبلاوي مدير المهرجان للدستور قائلا: تتضمن هذه الدورة مجموعة من الافلام التي تعكس بوضوح التحولات الراهنة في المجتمع العربي في ظل ما يحيط بنا سواء في مسار السياسة او الاقتصاد والتقنيات الحديثة والاتصال ففلم الافتتاح (أحلام عابرة) للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي يقدم قصة إنسانية عميقة تمزج بين الواقع والخيال في بيئة مشحونة بالصراعات ويعد انموذجا للتعبير السينمائي عن قضايا الانسان العربي ، كذلك نجد في الافلام المشاركة ليست مجرد سرد قصصي بل مرآة لطرح اسئلة عميقة حول المصير والانتماء والهوية والكرامة الإنسانية
وكيف ترى استجابة الجمهور للمهرجان وهو يشهد دورته الخامسة عشرة ؟
نسعى لايصال خطاب السينما العربية لجمهور راح يقبل على متابعة دورات هذا المهرجان وما يقدمه من جديد الافلام التي لا تقتصر على استهداف الجمهور الباحث عن الترفيه والمناسبة فقط، بل تستهدف أيضًا الجمهور الحقيقي المهتم بالقضايا الإنسانية والاجتماعية والفنية . كما يوفر المهرجان منصة لصناع الأفلام لعرض أعمالهم، والتواصل مع جمهور أوسع، مما يسهم في تعزيز صناعة السينما العربية.
وما الذي يميز هذه الدورة عن سابقاتها ؟
مهرجان مالمو للسينما العربية 2025 ما يميز افلام هذا العام هو الثراء والتنوع فسيعرض في المهرجان 35 فيلمًا من إنتاج 12 دولة عربية، بالإضافة إلى شراكات إنتاجية مع 10 دول غربية. تتوزع هذه الأفلام بين المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة، ومسابقة الأفلام القصيرة، وبرامج “ليالي عربية”و”عروض خاصة”، وعروض المدارس، وفيلم للأسرة. ومن أبرز الأفلام المشاركة: “أرزة” (لبنان، مصر، السعودية) – إخراج ميرا شعيب
“الجميع يحب تودا” (فرنسا، المغرب، بلجيكا، الدنمارك، هولندا، النرويج) – إخراج نبيل عيوش
فيلم“الذراري الحمر” (تونس، فرنسا، بلجيكا، بولندا، السعودية، قطر) – إخراج لطفي عاشور
“شكراً لأنك تحلم معنا” (فلسطين، ألمانيا، السعودية، قطر، مصر) – إخراج ليلى عباس
“نورا” (السعودية) – إخراج توفيق الزايدي
اما فيلم الافتتاح فهو“أحلام عابرة” للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، إنتاج مشترك بين فلسطين، السويد، السعودية، وفرنسا. تُقام فعاليات المهرجان في مدينة مالمو، مع توسيع نطاق العروض ليشمل مدينتي لوند ولاندسكرونا، مما يعكس التزام المهرجان بتوسيع دائرة الحوار السينمائي وجلب الأفلام العربية إلى جمهور أوسع. ووجود لجان تحكيم متنوعة ورفيعة تضم مخرجين وممثلات من مصر ، السعودية ،العراق، لبنان، الإمارات، المغرب ،والأردن من خلال هذه الدورة، يؤكد مهرجان مالمو للسينما العربية على دوره كمنصة رئيسية للسينما العربية في أوروبا، ليعزز من مكانتها وحضورها المستمر في الساحة الدولية . |
المشـاهدات 33 تاريخ الإضافـة 23/04/2025 رقم المحتوى 62049 |