القاصّة (ذكرى لعيبي) : أكتب لأفرّ من حروب الذات والمدن والأوطان![]() |
| القاصّة (ذكرى لعيبي) : أكتب لأفرّ من حروب الذات والمدن والأوطان |
|
فنارات |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب |
| النـص : د. رغد محمد سعيد.
شهدت مؤخرا ساحة السرد القصصي القصير جدا في العراق حضورا لافتاً للعنصر النسوي من الأديبات العراقيات اللاتي خضن غمار تجريب الكتابة في أدبية هذا الجنس الحديث وابدعن فيه وهن يحاكين الواقع ومن بينهن الأديبة العراقية المغتربة(ذكرى لعيبي) التي سعدنا بمحاورتها ومناقشتها في متعلقات هذا السرد ونشكرها على تجاوبها السريع في الرد عن اسئلتنا هذه: • ما الذي يدفعك لكتابة هذا اللون من الفن الأدبي؟ ـ التجربة الحياتية؛ هي مصل الكتابة السردية عندي وكنايتها. وكما قلت في أكثر من مرّة أنا أكتب ـ سواء فن القصة أو الرواية أو الشعر ـ لأفرّ من حروب الذات وحروب المدن والأوطان، وأكتب لأتخلص من حصار الروح والجسد وبعض القوانين الجائرة بحق المرأة، لأتخلص من حصار المجتمع والفكر، لأحقق حلم صغير نما بعد أول خاطرة نشرتها في صحيفة الراصد آنذاك، وأكتب متى ما داهمني الصعق الشعوري الذي يضعني في لحظةِ مواجهة مع الوجع الأخضر. الكتابة ملجأ آمن ألوذ به من دوّي الزيف والنفاق والأكاذيب ، عالم ينقلني من الوعي إلى اللاوعي ، بحيث أعيش مع الكلمة، ومع الحدث والبطلة أو البطل، وأحياناً أطبع حكمة الكتابة على تفاصيل حياتي . وهناك مواقف وتفاصيل يناسبها هذا اللون من الفن الأدبي، لا تحتمل السرد الطويل، ولايليق بها نص شعري، مسؤلية الكاتب أن يلبس نصّه الحلّة التي تناسبه ليظهره بشكل جميل وأنيق. • هل خطفت القصة القصيرة جدا الأضواء من القصة القصيرة؟ ـ كما تعلمين أن فن القصة القصيرة جدًا هو نوع حديث انتشر في الفترة المعاصرة، وهو فن ليس بالسهل كما يعتقد البعض! قد تكون هناك قصة من سطر واحد، لكن تتوافر فيها أركان القصة القصيرة جدًا في التكثيف والوحدة والقصصية واللقطة والجرأة والأقناع والخاتمة بكل أنواعها مثل خاتمة متوهجة أو محيرة أو مدهشة، هذا ناهيكِ عن العنوان. ولكل فن أدبي سيرة ومسيرة وصنّاع ومتذوقين، فلا نستطيع أن نقول هذا الصنف سرق الأضواء من ذاك الصنف، والدليل مازال كتّاب فن القصة القصيرة يبدعون في سرد القصص.
* كيف تعيشين حالة كتابة النص القصصي القصير جدا؟ ـ في الكتابة بشكلٍ عام أسعى لتأكيد علاقة تجاذبية بين الزمن والديمومة. بين اللحظة الراهنة التي أعيشها والماضي والمستقبل. لهذا أكتب الحالة التي تشعر بها الأنثى المقهورة، المرأة التي ضيّعتها المدن، الصوت الذي أرادوا أن يخرسونه لكنه ارتفع، أعيش حالة القلوب والخواطر التي كسرتها مرارات الأيام. أصادق قلمي وأتصالح جدًا مع نفسي، استمع بضمير لصمت فجيعة شخصيات وشخوص قصصي، أحاول أسكات صخب الحياة من حولي، تقريباً أعيش حالة من الارتباك والقلق والتوتر حتى التفرغ من الكتابة.
• برعتِ في كتابة هذا النوع من القص، فهل ستستمرين في الكتابة فيه وترجحين كفته على السرديات الأخرى التي تمارسينها؟ ـ شكرًا لكِ، حقيقة لم أبرع فيه بالمستوى المطلوب، أو بشكلٍ دقيق بالمستوى الذي يرضيني، والاستمرار في الكتابة ـ في الأصناف الأدبية التي قادرة عليها ـ يمنحني مساحة من التأمل والشعور بأنني مازلت أنتج، أعيش، أعطي، أترجم معاناة ممن لايستطيع ترجمتها، لكن أكيد لم أرجّحه على كفّة السرديات الأخرى. * هل ولوج عالم هذه السردية المعاصرة بالأمر السهل؟ ـ كما قلت سابقًا، كتابة القصة القصيرة جدًا ليس بالأمر السهل، لأنها ترتكز على الإيجاز والتكثيف من ناحية، ومن ناحية أخرى لابد أن تتجلى فيها الأركان الأساسية لكتابة هذا الفن الأدبي ، وبالتالي من مهام الكاتب الألمام بجميع عناصر الكتابة وأدوات اللغة واتقان مفرداتها ليتمكن من سرد نص متكامل وجميل في ذات الوقت. * متى خضتِ غمار تجريب كتابة أول نص قصصي قصير جدا ؟ ـ تقريباً عام 2005 أي بعد طباعة مجموعتي القصصية الأولى ، وكانت عن امرأة حقيقية عايشت وعشتُ معها : صبرية سألتها يومًا: - أأنتِ سعيدة؟ كعادتها ابتسمت، وضعت رأسها بين ركبتيها، وتمتمت بخجل: - إي خالة، سعيدة، لم لا أكون سعيدة، انظري، يداي تعلوهما التجعدات الرخوة، ورأسي ما عاد ينفع به لا حناء ولا صبغة، والضرسان الباقيان يؤلمانني. (لهذا الوقت لا ماما ولا دادا، ما أدري ليش الله ما ياخذ أمانته)؟ دمعتان طفرتا من عينيها تغرقانني ما حييت! أمّا أولّ قصة ومضة فكتبتها عام 2010: ليلة الحنّة في إحدى ليالي عام " 1988"، نزعتُ كفّي اليسرى، لففتها بقميصه، ثمّ أودعتهما التراب. • هل لهذا الأدب حضور في ثقافة البلد الذي تستقرين فيه؟ ـ أقمتُ في بلدين مختلفين تماماً بالعادات والثقافة والتقاليد والحياة اليومية، أحدهما شرقي عربي والآخر غربي أجنبي، وهما: الإمارات العربية وألمانيا. في الإمارات حضرت القصة القصيرة في أدب الكاتبة حصة لوتاه، وحضور أكثر في مجموعة "لاعزاء لقطط البيوت" لعائشة الكعبي، وهما تعكسان بالتأكيد جزء من ثقافة والحياة اليومية للبلد. أما في جمهورية ألمانيا الاتحادية، وكما نعرف أن الألمانية من اللغات الأوروبية القليلة التي ترجمت آدابها إلى اللغة العربية، وحسب كتاب " حكاية إيسيدور" وهو نصوص مختارة من أدب اللغة الألمانية لأستاذ الأدب الحديث والمترجم الفلسطيني " إبراهيم أبو هشمش" وضّح أن البداية الحقيقية لهذا الجنس السردي ترتبط زمنيًا بنهاية الحرب العالمية الثانية ( ١٩٣٩ـ ١٩٤٥) مستشهدا بالكاتب الألماني " ألفريد آندريش" الذي يسمّى تلك الفترة بـ " ساعة الصفر الأدبية" باعتبارها تمثّل إعلانا عن الابتعاد الواعي عن اللغة الوجدانية والجنوح إلى لغة " متقشّفة" كما وصفها أستاذ إبراهيم. * برأيك هل كتابة هذا النص المكثف تشبع رغبة الكاتب في التعبير عن كل ما تضيق به روحه ووجدانه؟ ـ بالنسبة لي؛ لا ولا أستطيع التخمين بالرأي عن غيري، كما تعرفين أمزجة الكتّاب مختلفة ومتباينة ومتغيرة، هناك من يعبّر عن مكنوناته بسطر، وهناك من لا يكتفي بمجلدات.
|
| المشـاهدات 2118 تاريخ الإضافـة 28/10/2023 رقم المحتوى 32067 |
أخبار مشـابهة![]() |
من رماد الضوء يولد الحلم : تجربة الفنان التشكيلي المصري
رفقي الرزاز بين الحنين والتمرد |
![]() |
الكاتب المصري الفقير… من الهامش إلى لافتة الشارع
|
![]() |
معرض من النصوص
تأملات تشكيلية في (لوحاتٌ ليست للبيع) للشاعرة ريما حمزة |
![]() |
مبعوث ترمب يحذر من انزلاق العراق نحو التفكك وعزلة دولية: الحل بأيديكم
رسالة أمريكية للعراق لملاحقة أموال تهريب نفط تتسلل إلى مصارف عراقية |
![]() |
المخابرات الوطني يطيح بشبكة دولية للاحتيال الإلكتروني وغسل الأموال
منصة أمين لمواجهة الجرائم الإلكترونية والابتزاز في العراق |
توقيـت بغداد









