لثلاثين سنة اجلس على مقاعد الدراسة من الأبتدائية حتى الدكتوراة ، من اجل الترقي في العلم والتأهل في المعرفة ، والتخصص في

الفرع والتثبت في الاختيار الذي يجعلني عارفا بجدوى الدراسة والتدريس  التي ذهبت  اليها باختياري ، فكانت الصحافة والإعلام تخصصا ً انتقيت فيه كل تلك الرحلة الأكاديمية وخلالها الممارسة المهنية لاقف على نحو نصف قرنٍ مضني من الاختصاص والمعرفةً؟  لكنها ضاعت  سدى على ما اظن ، لما خلطت معاير العلم مع نتائج السياسة !؟

، وترى انك تتابع اخبار جاهل صعلوك صنعوه ليكون رئيس ، بمنصب عال ، وهو لم يتخرج من الثانوية العامة ليحكم بسم السلطة ويأمر باسم المنصب ،

ويحاور في اختصاصك. ويشرح بلسان مقروض ، وعقل فارع من الثلاثين عاما التي أمضيتها مع كبار الاساتذة من علي الوردي وحامد ربيع إلى زكي الجابر وحسن العيدي ، وسنان سعيد وعشرات العلماء والمفكرين في المجمع العلمي العراقي وزيارات الأزهر ومحاوره علماءه  حتى جامعة الزيتونة و مؤسسة فاطمة الفهرية في أقصى غرب العالم ، إلى اعظم مفكري باريس ولندن ، وواشنطن ، لتعود لتتابع ذلك الخواء الفكري في بلدك متأملا إمكانية تحسنها ، لتجد فوق رقابها أمي طوق نفسه بحشد من المرابين المنتفعين ، لا تقدر ان تعيش بينهم او تقترب من عوالمهم. المافوية ، ماذا تفعل غير ان تنكفى وتبتعد وتذهب لآخر العالم  تعبر  المحيط وتقطع الاف الكيلوات ، علك تنسى ورطة مواطنتك ، او تتناسى انك تعلمت في هذا البلد الذي تعرف كم قيمة الشمس التي أشرقت عليه منذ ادم واولاده وأحفاده من الأنبياء والرسل والمصلحين عليهم السلام ،

كيف لك ان تدار من أمي جاهل يقودك بعقلية نافرة يعيش كذبة مجد شخصي موهوم ، ويحكم بلد فيه المليارات التي يسيل لها اللعاب عرضة للسرقة ، بلا  مشروع تنموي بلا عقل مؤهل لادارة امة ، بلا تاريخ مؤهل ؟ اية محنة هذه التي عشتها ؟ فكل شي يبدو امامك للعيان مأزوم ويحرمك من ابسط حقوقك ، في التفكير وحق العيش؟

وحق الانسجام مع مجتمعك ، لانك لا تتوافق مع أمي جاهل يدير بلدك بشهادة الابتدائية ، ويدير اقتصادك بلا معرفة اقتصادية لا يعرف من هو ادم سمث ، ويعقد الصفقات بلا خبرة ، ماذا تفعل ازاء هكذا وضع غير ان تنتظر لحين ، تاريخ جديد رجوته ان ياتي ؟ لكنه أتى بعد صبر سنين بسرقة القرن ، وبعوالم التنصت !؟ ليتكرر مشهد جديد من الالم ..