عيون المدينة مـــباهــــلـــة .. |
كتاب الدستور |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب عزالدين المانع |
النـص :
بعد خمسة عقود من الضياع والتشتت ومرارة العيش , نقف اليوم محدودبين على صفيح ساخن , ونحن لا نملك سوى الحسرة على ماضي العقود السالفة التي صارت مجرد أحلام وذكريات لا تنسى .. فتعالوا نمتطي منصة الاعتراف ونغادر دهاليز العتمة التي ما زلنا نتقوقع فيها , ونوصد حانات الأفيون والقات وبؤر المخدرات التي ما برحت تتدفق عبر منافذنا الحدودية المشرعة بلا رقيب ولا حسيب .. ونحلق حول منبر الاستغفار والتوبة والبراءة من العقود الخمسة العجاف , ونعلن ( المباهلة ) بلا ضجيج أو هدير .. تعالوا نقف في دائرة الضوء ونتجاوز حدود ( الأنا ) والتعصب الأعمى واللا مبالاة , ونخلع رداء الصمت والصمم , ونجتث الأورام الخبيثة المتشبثة بأجسادنا , ونزيح تراكمات الشك وعناد الجاهلية عن ثمالات كؤوسنا .. ونتجلبب ( رداء المباهلة ) لنبحث في أعماق ذواتنا عن جواهر الأيمان , وعناقيد الزيتون المتناثرة حول موائدنا المتثائبة .. أمنيات وديعة وأسئلة حائرة لا بد من طرحها على أنفسنا , لنزيل أكوام الحقد الهجين المتسلل عبر الحدود , وأمام كل منا مساحة من الوقت تكفيه للأجابة بكل صراحة ووضوح , وننفض عنا غبار الدرب المقفر الذي أقحمنا على ولوجه الشيطان الأكبر وتركنا في متاهات سرابه .. لنكن أكثر جرأة وشجاعة , ونقف أمام ذواتنا ونتسائل .. هل ما زلنا نمتلك ذلك الأيثار الذي جبلنا عليه , ونكران الذات التي تغنى بها أسلافنا الصالحون ؟؟ وهل نحن جديرون بتحمل مهمة انتشال هذه السفينة من بين الأمواج الصاخبة الهوجاء والوصول بها إلى بر الأمان بسلام ؟؟ فإلى متى يتربع كل منا فوق متون اللا مبالاة , التي تكاد تغرق في المحيط الهائج بالشك والريبة ؟؟ ومتى عسانا نلم شمل الأعوام المتناثرة , ونحلق حول بساطنا الأشمل المعطر بالحناء والبركات , والمطرز بالنوايا الحسنة ؟؟ ليضع كل منا أصبعه على موطن الداء , ويقتلع من بين الأحداق عقدة الماضي , ويحتضن ( الميناء ) الذي كنا ننأى عنه باتجاهات متنافرة .. فكلما كانت الضمائر نقية , والنوايا صادقة وحسنة , تمكنت الأشرعة التائهة أن تقتحم لجج المسار الصعب , وتعانق الوطن المطهر من جديد , فهو الميناء الأبدي الذي لا مفر إلا بالرسو عنده .. |
المشـاهدات 36 تاريخ الإضافـة 19/01/2025 رقم المحتوى 58179 |