
![]() |
الملاحظات النقدية لرواية (الديوان الإسبرطي) للروائي "عبد الوهاب عيساوي" الرمزية في الرواية |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص : حمدي العطار *تحليل العنوان والرمزية الإسبرطية هناك ارتباط بين مفهوم " الديوان" كجهاز اداري استعماري و"الاسبرطة"كرمز للانضباط العسكري المتطرف ، وارتباطها بالاستعمار الفرنسي عبر شخصية "كافيار"وولائه لنابليون! والاسبرطة هي اتحاد خمس مدن يونانية ترمز الى النزعة العسكرية المتشددة ، هذا الاتحاد كان يأخذ الطفل ويدخلونه للتدريب القاسي كما ان الطفل المعوق كان يقتل ، باقي الاطفال ينشؤن نشأة عسكرية صارمة لغرض ان يكونوا مقاتلين اشداء وولاءهم لا شك فيه ، وفي عصر نابليون وجنوده كانت القدوة لهم هي التاريخ العسكري اليوناني والرواماني ، وتم الاشارة الى مدى الايمان الذي يحمله كافيار لنابليون على الرغم من هزيمته، وجاء الاقتباس للعنونة في الرواية من خلال كتاب يقرؤه كافيار تحت هذا الاسم فيقول ديبون الصحفي الفرنسي في اشارة ذكية للعنوان وتأثيره كمفردة للنص الموازي " صديقي كافيار كان أكثرهم اشتعدغالا بسيرة القائد المجنون..يتفق مع تجار مرسيليا في جدوى بقاء الفرنسيين في هذه المدينة الإسبرطية التي ترتفع خلف البحر، فالتجار في مرسيليا يريدونها بالتأكيد ليس فقط من أجل أمجادهم السالفة، بل لأشياء أخرى ، المال كما يقول شاول إله جديد وما أكثر الآلهة! آلهة في البحر وأخرى في البر"ص14 هذه المقارنة تبرز التناقض بين الهوية الجزائرية والقمع الاستعماري،، والتساؤل : هل يعكس النص الروائي بهذا العنوان مجازا أوسع عن مقاومة الذات أم يقتصر على التشبيه التاريخي؟ *الحركيون وخيانة الذات "الحركيون" كرمز للتعاون مع المحتل،وهو نقد واضح للخيانة الداخلية. ومدى تعقيد موقف هؤلاء في الرواية ، هل تم تقديمهم كأشخاص مستغلين ام كمجرد أدوات سردية لإدانة الخيانة؟قد تكون الإجابة مفتاحا لفهم الرواية كعمل يناقش الصراع الأخلاقي في زمن الحرب "ثلاث سنوات تمر على الاحتلال ، ولم يتغير شيء، بل إنهم كانوا في كل يوم يسحبون عددا من الشباب، يختفون أياما ثم يعودون في زي عسكري يشابه زي جنودهم، ويحملون بنادق أقصر من تلك التي حملها الاتراك،..الجوع قاد آخرين تجاه ثكناتهم يطلبون ما حصله غيرهم "ص74. لم تخلو الرواية من الاشارة الى فئة من الجزائريين تعاونوا مع المحتل الفرنسي ضد ابناء جلدتهم كانوا يطلق عليهم (الحركيون) وهؤلاء عندما صار تحرير الجزائر انسحبوا معهم الى فرنسا وهم اصحاب (الاقدام السوداء).! *دوجة بين الرمز الوطني والتقنية السردية دوجة كجزائر أم كامرأة مقموعة،قد يذهب البعض من اجل اعطاء رمز اكبر لشخصية دوجة في إنها تمثل الجزائر المغتصبة ! ومثلما أستباح الرجال جسد دوجة فقد اغتصبت الجزائر من الجنود الغزاة (216 عاما الاستعمار العثماني و130 عاما الاستعمار الفرنسي) أنا اعدها تقنية روائية ذكية وتكنيك فني و أداة سردية لتمثيل قمع المرأة في القرن التاسع عشر إذ النساء كن خلف الابواب لا يمكنهن الخروج ابدا لذلك اختار لها الروائي مهنة (الدعارة) ليجعل المرأة الجزائرية في ذلك الزمن تخرج من الدار ، وهذا التفسير يفتح الباب لقراءة نسوية تبرز كيف استخدم الكاتب الدعارة كوسيلة لتحرير المرأة من الحيز الخاص إلى العام!اما عن سبب اكتفاء دوجة بعد ان يخلصها السلاوي من البغي وتعشقه فلم يجعلها تساعده كالاخريات في المقاومة! وجعلها الروائي أسيرة النقاب (الرمز المزدوج للتحرر والقيد) بسبب خوفها لأنها كانت مختبئة ! وبذلك فوت الروائي فرصة وجود دور سياسي محتمل لو شاركت دوجة في المقاومة، لكان ذلك يضفي بعدا ثوريا على شخصيتها افضل من تحجيم دورها في الرواية ليكون (ذاتيا)! *طائر اللقلق رمزية متعددة الأوجه يرى بعض النقاد ان رمزية طائر اللقلق الابيض الذي يختفي من الجزائر رمزا للثوار مقصين عن عاصمة البلاد ، بينما انا أرجح دلالته الدينية كحارس مقدس. قد لا تكون الرمزية متنافية، فالجمع بين البعد الروحي والسياسي يضفي غموضا شعريا على النص، مما تزيد من تأويلاته. *الأسلوب الروائي ومسألة الرقابة مقابلة الوضوح مقابل الابتكار، فالوضوح ساهم في فوز الرواية بجائزة البوكر فرواية ا"لديوان الاسبرطة" للروائي "عبد الوهاب عيسى" هي رواية مكتوبة بوضوح وما جاء فيها من احداث وشخصيات قد لا تحتاج الى الكثير من التأويل او لغرض تجنب اشكالات الرقابة على الرغم من ان كتابة رواية فيها مجال لطرح مواضيع حساسة من الناحية الفنية عما يتم طرحه في المقالات السياسية المباشرة.ولكن هل أحتوت الرواية لتقنيات سردية مبتكرة؟ وهنا يثار السؤال هل الوضوح في السرد ضعف فني أم قوة تتيح نقل الرسالة دون غموض ؟ كما أن الربط بين الوضوح وتجنب الرقابة يطرح تساؤلات عن مدى تأثير السياق السياسي الجزائري على الشكل الروائي. الخاتمة الرواية بين التاريخ والفن تحتاج الى توازن دقيق ، ورواية (الديوان الاسبرطي) نجحت في توظيف التاريخ كخلفية نقدية دون الوقوع في المباشرة، عبر شخصيات تحمل أبعادا رمزية وسياسية.وقد ننتقد تركيزها على الخطاب السياسي على حساب التعمق النفسي للشخصيات مثل دوجة. اخيرا هي رواية تستحق القراءة والحصول على جائزة البوكر وهي سردية مفتوحة على قراءات تتجاوز السياق التاريخي المباشر. |
المشـاهدات 30 تاريخ الإضافـة 19/03/2025 رقم المحتوى 60696 |

![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |