
![]() |
الاديب كمال عبد الرحمن: الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق الآن يشكل طفرة نوعية لم نألفها سابقًا في دعم حركة الأدب |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
استسهال الكتابة بدون رقيب جعل كل من هب ودب يقول بأنه شاعر أو قاص أو ناقد
حاوره/ علي صحن عبد العزيز الحديث مع ضيفنا ( كمال عبد الرحمن) بوصفه شاعرًا وناقدًا وخبير لغوي يأخذ جوانب عديدة ومختلفة في تشخيص الخلل للمشهد الثقافي والادبي، لأنه يمحص تلك الأعمال وفق رؤية تمتلك الكثير من المقومات والشواخص وادوات النقد المحاكاة للنص بلغته البصيرة نحو عمقها وجوهرها، وهو الأقدر على كشف جمال الأعمال الأدبيّة لأنّها مسؤولية ثقافية وأدبية في آن واحد ، بالإضافة إلى أنّه يفككها ليمارس صنعته من كلا الجوانب دراسةً وتذوّقاً نظرا لما يمتلكه من أدوات الناقد بوصفه (ناقداً عصاميًا وشاعرًا وخبير لغوي متمرّساً باللغة والأدب وكل ما يُعنى بهما . (جريدة الدستور) كان لها حوار معه ضمن عدد محاور وكانت هذه الأجوبة الواردة. * في ظل ضبابية النشر عبر مواقع التواصل المختلفة ...أين يمكننا إيجاد الصورة الشعرية؟ - في ظل غياب الرقابة على النصوص، واستسهال الكتابة مهما كان شكلها وطعمها مع أن أغلبها لا شكل له ولا طعم،وفوران الجوائز والمسابقات التي حوّلت الأدب إلى تجارة، فقد سادت ثقافة القبح والرداءة وضاع الإبداع الحقيقي في ركام من رماد الكتابات المهجنة والهشة الفارغة. * ماراثون النشر في عدة صحف عراقية وعربية ..ما الذي تبتغيه من وراءه؟ - النشر حق طبيعي للأديب أو الكاتب المبدع.. ولكن أين هو هذا المبدع؟ علم ذلك عند ربّي. * تختلف تيارات النقد الثقافي والأدبي ولكنها لم توازي (توازِ)مع مطروح من الكم مما يكتبه الشعراء والشاعرات برأيك أين تكمن العلة؟ - من المؤكد أن النقد لا يستطيع مواكبة الأدب المطروح أو المنشور، وذلك لكثرة النصوص المنشورة وقلة النقاد الحقيقيين، كما أن النقد في الغالب منه يعمل ضمن دائرة المصالح الشخصية والعلاقات الخاصة والأمزجة المختلفة، والنقد حاليًا يبحث حسنات النص الضعيف، ولا يلفت إلى الأبداع الحقيقي ما لم يكن في الأمر مصلحة أو فائدة شخصية، ونادرًا ما نرى ناقدًا يكتب عن أديب لا تربطه به علاقة فائدة أو مصلحة شخصية. *عاشرت الكثير من الأجيال الشعرية...هل هنالك حقبة تقف لها بأجلال؟. - مؤكد جيل الستينيات أساتذتنا هم القدوة. * نفتقد إلى قصائد واقعية تفصح عن لغة عميقة المعنى إذا ما قلنا أنها تجارية أو مستهلكة...كيف الخلاص من هذه الإشكالية؟ - في الغالب يكتب الشعراء الآن عن تجاربهم الذاتية أكثر مما يكتبون عن وطن أو قضية انسانية عامة،والشاعر أحتضن نفسه، ويحدثها عن آماله وأحباطاته، وفي السابق كان الشاعر المتحدث باسم الشعب أو الأمّة.. أما الآن فالشاعر متحدث بأسم نفسه فقط. * الثقافة بانت ذوائب شعرها البيض ، ولكن هنالك من يسعى لتلميعها أو تجيّرها لهدف ما ..إلاّ تعتقد بأنها يجب أن تكون محايدة؟ - يختلف مفهوم الثقافة من إنسان إلى آخر، وهي بصورة عامة خلاصة تجارب الأنسان في الحياة، وفي جميع الأحوال الثقافة هوية ولا يمكن الأستغناء عنها. * في أي موضع تجد هويتك؟ - إذا كان المقصود بين الشعراء فأنا شاعر سبعيني.. وإذا كان المقصود في الكتابة فأنا أديب وباحث وناقد وخبير لغوي وصدر لي أكثر من (30) كتابًا في هذه المجالات. * هل بالضرورة أن يكون هنالك وعي ثقافي للمثقفين أنفسهم؟ - الثقافة خلاصة وعي الحياة ومن الضروري أن يمتلكها ويطورها الجميع. * من يسبق من ...إثبات الهوية أم الغزو الثقافي؟ - أولًا يجب ان تكون لنا هويتنا الخاصة، وثانيًا الغزو الثقافي قد أحتلنا من جميع الجهات ونحن مقلدون في كل شيء إلا قليلا!. * قل لنا ما هو تقيّمك كخبير لغوي لما ينشر في الصفحات الثقافية؟ - استسهال الكتابة بدون رقيب جعل كل من هب ودب يقول أنا شاعر أو قاص أو ناقد ، ومن خلال متابعتي لكثير من هذه الكتابات أرى أغلبها قد تحولت من مرحلة (أخطاء لغوية) إلى (عيب يضحك الناس على الكاتب).. وهذا ما يؤسف له. * لديك الكثير من المؤلفات منها (أسرار القصيدة/ الخطاب السردي السعودي) وغيرها ...إلى من توجهها؟ - نكتب من أجل أنفسنا ومن أجل المتلقي، فمن حق المبدع أن ينشر مؤلفاته خدمة للأدب والأدباء، ومن حق الكاتب أيضًا أن يطور نفسه وينشر ما يشاء على أن يكون ذلك في صالح الأبداع الأدبي وليس في صالح تعويم التفاهة أو نشر الجهل الثقافي (إن صح التعبير) وعلى الناقد أن يوسع آفاق كتاباته ولا يكون محدودًا في الطرح والمعالجة. * أيهما أقرب إليك ولقراءة ما تكتبه القارىء العربي أم العراقي؟ - أولًا القارئ العراقي.. وثانيًا القارئ العربي ، ولكن من المؤسف أن أغلب الكُتّاب يرغبون أن يقرأ كتاباتهم قراء ليسوا من بلدهم.. أنا أرى العكس أولًا ثم العربي. * هنالك من يقول بأن دور النشر والتوزيع ساهمت في تدني مستوى المنتوج الثقافي والأدبي ...ماهي المعايير التي يجب تطبيقها وتنفيذها للحد من هذه الظاهرة؟ - هذا الكلام صحيح.. فدور النشر أغلبها بلا رقيب ولا مسؤول.. وما يهمها هو المال فحسب. * بين السياسي والمثقفين ساحة حرب ام واحة خضراء ؟ - السياسة والمثقف في حال حرب أبدية. * ماذا تمثل المرأة في اشعارك؟ - المرأة نصف حياتنا العذب الصابر الجميل.. هي الأم والأخت والزوجة وهي كيان خالد في أذهاننا.. هي أجمل وأصعب القصائد ، ولا معنى للشعر بدون أنثى مهما كانت وكان وصفها في حياتنا فهي ضرورة في أشعارنا لأنها ملح الطعام في القصيدة وبدونها لا طعم للقصيدة. * لماذا يتوجس الكثير من النقد؟ - المبدع الحقيقي لا يتوجس من النقد الحقيقي ، لكن أين هذا النقد؟ إنه قليل ونادر لذلك يتهمه الأدباء بالتعالي والتكبر وأنه يكلمهم من وراء الأسوار والحواجز والحُجب ،هناك نقد وهناك أدب ، والنقد ليس لديه برج عاجي يقيم فيه وينعزل عن الأدب والأدباء ،ولكن المشكلة هي في الأخلاقيات والمسؤوليات التي يفترض أن يتحلى بها بعض النقاد ويعمل بها النقد. * تبدأ بكتابة القصيدة من العنوان إلى المتن ام العكس ، وكيف تختار العنوان؟ - العنوان قد يأتي بعد أنتهاء الكتابة أو أثناء الكتابة أو قبل الكتابة ،وهذه مسألة تتعلق بشخصية الكاتب وأسلوبه في الكتابة، المهم أن يكون العمل غنيًا بالدلالات عميقًا في اللغة رائيا مائزا في هويته الإبداعية. * ما المّسوغات على نفوذ وطغيان الشعر على باقي الصنوف الأدبية الأخرى؟ - سابقًا كان الشعر ديوان العرب ، إما الآن فهنالك وباء أسمه (الرواية) فلو كان عدد نفوس العراق (40) مليونا ، فلدينا نفس العدد. لماذا؟ لا أحد يعلم السبب ، وعلى أية حال هنالك من يقول بأن ( الرواية الآن ديوان العرب).. المسألة هي لعنة الجوائز والمسابقات والمبالغ الخيالية التي يكسبها الفائز في الرواية. * رأيك بقصائد النثر والومضة، ولماذا يلجأ إليها البعض دون الكتابة في القصائد ذات الشطرين؟ - الأشكال الشعرية (قصيدة النثر/ وقصيدة الهايكو وغيرها) أصبحت الآن واقعًا لا يمكن رفضه أو إنكاره ، وكل شكل أو نوع له كتّابه وجمهوره ، ومع هذا فالقصيدة ذات الشطرين قائمة ولم تنطفئ نيرانها فهي فاعلة ومؤثرة ، ولها دورها في الشعر العربي المعاصر. * كيف ترى واقع الدعم للثقافة بشكل عام؟ - الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق الآن يشكل طفرة نوعية لم نألفها سابقًا في دعم حركة الأدب ودعم الأدباء وطبع نتاجاتهم الأدبية وتوزيعها ومساعدة المرضى وأصحاب العمليات بدفع نصف ثمن العملية ، ومع هذا فالأدباء بحاجة الى دعم أكثر فهم شريحة متعبة ماديًا وهو يضيئون حياتنا بأرواحهم التي تحترق كالشموع ، لذلك نأمل المزيد من الدعم من قبل وزارة الثقافة وغيرها لفرسان الأدب والثقافة في عراقنا الجميل العزيز. |
المشـاهدات 53 تاريخ الإضافـة 22/04/2025 رقم المحتوى 61982 |

![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |