الخميس 2024/3/28 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 24.95 مئويـة
تجليّات رياضية ظاهرة ((غوارديولا))
تجليّات رياضية ظاهرة ((غوارديولا))
الملحق الرياضي
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

امجد زين العابدين

زادت حظوظ المدرب الاسباني الجنسية بيب غوارديولا صاحب (52 عام)، لقيادة فريقه مانشستر ستي الى تحقيق ثلاثية تاريخية جديدة، وذلك بعد تأهل الستي الى المباراة النهائية لدوري الابطال الأوربي لهذا الموسم، على أثر فوزه الكبير على فريق ريال مدريد برباعية نظيفة في مباراة الاياب، ومن قبلها التعادل بهدف واحد في مباراة الذهاب التي جرت في مدريد.

وتتحدد امال الستي، الذي تولى قيادته غوارديولا عام 2016، في تحقيق إنجازه الثلاثي في الشهر الأخير من الموسم الكروي الحالي، اذ لم يتبقى امام الفريق سوى ثلاث مباريات في الدوري الإنجليزي، وواحدة في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي على ملعب ويمبلي، امام غريمه المحلي مانشستر يونايتد في الثالث من حزيران القادم، ومثلها امام الانتر في نهائي دوري الابطال الأوروبي على ملعب اتاتورك بالعاصمة إسطنبول في العاشر من حزيران القادم، والتي يتواجد فيها للمرة الثانية في تاريخه بعد نسخة 2021.

ان الثلاثية التاريخية الثانية، التي يطمح لها غوارديولا لتحقيقها خلال مسيرته مع الستي، تختلف بالمطلق عن الثلاثية التي حققها مع نفس الفريق عام 2018، حينما تمكن الفريق في حينها وتحت قيادة نفس المدرب من التتويج بلقب الدوري الانجليزي وكأس الاتحاد وكأس كاراباو (كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة EFL Cup) بعد الفوز في نهائي البطولة بثلاثية نظيفة على فريق ارسنال، وذلك لان احراز لقب البطولة الأوروبية، ولأول مرة في تاريخ الفريق، سيكون له طعم اخر.

ان استعراض بسيط لما قام به غوارديولا منذ بداية مسيرته التدريبية، والتي تمكن خلالها من حصد 30 لقباً كبيراً لكل من اندية (برشلونة، بايرن ميونخ، والستي)، لا سيما الأخير الذي تمكن تحت قيادته من احراز لقب الدوري لأربع مواسم ومثلها لكأس رابطة الأندية وكأس الاتحاد الإنجليزي، الامر الذي يستحق ان يطلق عليه لقب (الظاهرة)، فهو من المدربين القلائل في العالم، من الذين يقدمون كرة القدم الحديثة الممزوجة بالمتعة والاثارة، زيادةً على صفاته الشخصية المتميزة الأخرى والمرتبطة بالشغف والطموح والالهام وغيرها المرتبطة بصفات القيادة والتطوير والابتكار، وإدخال الأفكار والخطط الجديدة في كرة القدم.

كما ان اهم ما يميز غوارديولا عن نظرائه من المدربين، بانه دائماً ما يحاول مزج أفكاره وخططه التدريبية غير المألوفة والمبتكرة مع أفكار اللاعبين الذين يعملون تحت قيادته، مع ابتكار طرق جديدة للفوز والابداع، فالإنجازات التي حققها هذا الرجل مع برشلونة، عبر تحقيق اللقب الأوروبي مرتين وفوزه بلقب الدوري ثلاث مرات خلال اربع مواسم قضاها مع الفريق الكتالوني، فضلاً عن قائمة بعدد من القاب البطولات الأخرى، ومن ثم استمراره بحصد الألقاب مع فريقه الأخرى بايرن ميونخ الذي انتقل اليه عام 2013، ونجاحه معه في احراز اللقب الأوروبي والثلاثية المحلية، كل هذه الإنجازات تدعم وصفه بالظاهرة.

وبما لا يدع مجالاً للشك، وعلى الرغم من اعتراف غوارديولا في وقت سابق، بان مسيرته مع الستي سيحكم عليها من خلال نجاحه في احراز اللقب الأوروبي، دون الاكتراث بكل الإنجازات السابقة التي حققها، الا انه عاد ليصحح وجهة النظر تلك، بتصريحه "بان ارث مانشستر ستي تحت قيادته لن يتم تحديده من خلال الألقاب التي فاز بها، ولكن بالسعادة التي جلبها الفريق لجماهيره، مؤكداً ان استمتاع الناس بمشاهدة فريقه وهو يلعب، يعد كافياً وملبياً لطموحاته كمدرب وهو سبب وجوده مع الفريق".

وانطلاقاً مما سلف، فان غوارديولا أضاف الكثير الى كل الفرق التي تولى تدريبها، منذ بداية رحلته التدريبة مع برشلونة، كما انه نجح في تكوين وتأسيس فرق تلعب كرة قدم غير تقليدية وتتمتع بالجودة ومهارات اللعب الجماعي والفردي، مع النجاح في الوصول الى منصات التتويج في مختلف البطولات والمنافسات، مما يؤكد ما ذهب اليه الرجل بان (ارثه استثنائي) بغض النظر عن النتائج والالقاب التي يحققها الفريق تحت قيادته، وهو ما يؤكد بان الرجل هو (ظاهرة) فريدة بحد ذاتها.

والسلام ختام

المشـاهدات 113   تاريخ الإضافـة 21/05/2023   رقم المحتوى 21596
أضف تقييـم