ما زالت أفرازات ما بعد الاحتلال والسقوط جاثمة على صدور وانفاس المراجعين لمعظم الدوائر الحكومية لأنجاز المعاملات الاصولية وتورطهم بأجراءات روتينية معقدة وطلبات منهكة ومؤثقة بـ (صحة الصدور) برغم التوجيهات المعلنة من قبل الوزارات ذات العلاقة بهذه الدوائر ودعواتها لتحجيم واجتثاث الأساليب التقليدية المستشرية التي تبنز المراجعين وتضطرهم إلى اللجوء المكاتب (السمسرة) والوسطاء المنتشرين في محيط هذه المؤسسات والرضوخ لدفع (المقسوم) الذي يسهل عملية انجاز المعاملات دونما المطالبة بالمزيد من الوثائق الثبوتية وكتب التأييد و (صحة الصدور) !!

وقد سلطت معظم وسائل الأعلام - المقروءة والمرئية ووسائل التواصل الاجتماعي ، الضوء على معاناة المراجعين من هذه الأجراءات الروتينية المعقدة والطلبات غير المبررة التي لا يمكن النفاذ منها الا بعد الرضوح لكماشة الوسطاء و دفع (المقسوم) الذي يتقاسمونه مع الموظفين الفاسدين لتمشية المعاملات دونما (عكازات) ..

وقد أتخذ معظم القابعين خلف (نوافذ) المراجعات الموصدة أوضاعاً وأساليب محنكة توحي بعدم الخشية من المساولة ومن رقابة القانون والنزاهة والضمير.. وعدم التقيد بالتوجيهات والتحذيرات التي تردهم عبر مكاتب الأعلام الموحدة أمام المراجعين لمعظم الدوائر - الخدمية والبلدية والعقارية والاحوال المدنية واللجان المعنية بالتعيين التي يتعذر ولوجها الا عبر دهاليز الخفافيش الوسيطة المقيمة حول مداخل ومحيط هذه المؤسسات !!

ولا ندري ، هل يبادر المعنيون في حكومة البناء والتعمير التي يقودها الربان السوداني لوضع حد لهذه الممارسات الروتينية المعقدة التي ما زالت تمارس في معظم دوائر الدولة ذات العلاقة المباشرة بالمواطنين واعادة الأمور الى مساراتها الصحيحة ويحققوا انجاز المعاملات بلا تعقيدات ولا مطاليب تعجيزية ويكتموا انفاس المرتشين والفاسدين ؟!