حسن الظن في الشعر العربي |
فنارات |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب |
النـص :
سامي ندا جاسم الدوري الحسن لغة : الحُسْن نقيض القُبْح، يقال: رجل حَسَنٌ، وامرأة حَسَنَةٌ. وقالوا: امرأة حَسْنَاء، ولم يقولوا: رجل أَحْسَن . والظَّن: شك ويقين، إلا أنَّه ليس بيقين عيان، إنَّما هو يقين تدبُّر . وجمع الظَّن الذي هو الاسم: ظُنُون. والظَّن اصطلاحًا : قال الجرجاني: (الظَّن هو الاعتقاد الرَّاجح مع احتمال النَّقيض، ويستعمل في اليقين والشَّك، وقيل: الظَّن أحد طرفي الشَّك بصفة الرُّجحان) وحسن الظَّن ترجيح جانب الخير على جانب الشَّر . إن الظن خلاف اليقين أو علم الشيء بغير يقين، أو هو إدراك الذهن الشيءَ مع ترجيحه. والظنة: التهمة، والجمع ظنن، فهو ظنينٌ أي متَّهَم . وقد يحسن الظن فيكون بمعنى اليقين، كما نرى في قوله تعالى في وصف المؤمنين (الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) . قال الشاعر / حسـن الظـن تعـش فـي غبطـة إن حسن الظن من أوقى الجنن مـن يظـن السـوء يجزى مثله قلمــا يجــزى قبيـح بحسـن والظن السيء من صفات المنافقين ، قال تعالى: (...وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ...) . ومن ثم نهى القرآنُ عن الظن السيء؛ لأنه شر وإثم، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ...). قال الشاعر / وإنِّي لأدعو الله حتى كـــأنَّني أرى بجميل الظنِّ ما الله فاعلُهْ أمُـــدُّ يــدي في غير يأسٍ لــعــلَّه يجود على عاصٍ كمثلي يواصلُهْ وأقــرع أبـواب السماوات راجياً عطاءَ كريمٍ قطُّ ما خاب سائلُهْ ومنْ لي سوى الرحمن رباً وسيّداً ومن غيره أُبديه ما الغير جاهلُهْ حسن الظن هو ترجيح جانب الخير على جانب الشَّر. ويُعد من الأخلاق الحميدة والفطرة الإنسانية السوية، وهو الأصل، ونقيضه هو سوء الظن، والظن من المصطلحات القرآنية حيث ورد لفظ الظن في القرآن نحو ستين مرة بين اسمٍ وفعل، فالاسم كقوله تعالى: (إن يتبعون إلا الظن ) ، والفعل كقوله تعالى ( الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم )، والظن خلاف اليقين، وقد يستعمل بمعنى: اليقين، قال ابن وهيب الحميري / وإنِّي لأدعو الله حتى كـــأنَّني أرى بجميل الظنِّ ما الله فاعلُهْ أمُـــدُّ يــدي في غير يأسٍ لــعــلَّه يجود على عاصٍ كمثلي يواصلُهْ وأقــرع أبـواب السماوات راجياً عطاءَ كريمٍ قطُّ ما خاب سائلُهْ ومنْ لي سوى الرحمن رباً وسيّداً ومن غيره أُبديه ما الغير جاهلُهْ إن حسن الظن يؤدي إلى سلامة الصدر وتدعيم روابط الألفة والمحبة بين أبناء المجتمع، فلا تحمل الصدور غلاًّ ولا حقدًا ، امتثالاً لقوله صلى الله عليه وسلم: ( إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا ) . قال الشاعر / من ساء ظنًّا بما يهواه فارقه وحرَّضته على إبعادِه التُّهمُ الإسلام حريص على إرساء دعائم العلاقات بين المسلمين على أساس من المحبة والمودة والصفاء، فقد نهى عن كل ما يعكر صفوهم، ويقطع حبال مودتهم، فأنشأ منظومة أخلاقية متكاملة، وأمر المسلمين بالالتزام بها، والتعامل مع الآخرين من خلالها، فنهى عن التعامل بينهم بسوء الظن، والتخون والاتهام، وجعل ذلك من كبائر الذنوب؛ لأنه يجعل العلاقات والصلات عرضة للضعف والضياع . قال الشاعر / أَحْسِنْ بِنا الظَّنَّ إنّا فيكَ نُحْسِنُهُ إنَّ القُلوبَ بِحُسْنِ الظَّنِّ تَنْسَجِمُ وَالْمَسْ لَنا العُذْرَ فِي قَوْلٍ وَفِي عَمَلٍ نَلْمَسْ لَكَ العُذْرَ إنْ زَلَّتْ بِكَ القَدَمُ لا تَجعَل الشَّكَّ يَبْني فيكَ مَسْكَنُهُ إنَّ الحَياةَ بِسُوءِ الظَّنِّ تَنْهَدِمُ حسن الظن بالله هو ذلك الجدار الذي يجنبك السقوط.كيف لك أن تخشى من الوقوع وفوقك رب كريم . رضا العبد بكل ما قسمه الله له هو حسن ظن بالله، وبأن الله قد يخبأ له الأفضل، وما أن حرمه من شيء إلا لأنه أراد له الخير، فلا بد على الإنسان المسلم أن يحسن ظنه بالله دائما، وأن يقبل ويرضى بكل ما يعطيه الله له، فالتوكل على الله والاعتماد عليه والرضا بقضائه وقدره من علامات الإنسان المؤمن الراضي المحتسب، وهي من ركائز الإيمان بالله عز وجل، فمن استطاع أن يحسن الظن قد نال السعادة الحقيقية في حياته، عندما تحسن ظنك بربك، فقال الله تعالى أنا عند حسن ظن عبدي بي، وعليه فالله لن يخذلك ولن يجور عليك كل ما عليك هو أن تتوكل عليه وتحسن الظن به . قال الشاعر / عليك بحسن الظن بالله انه يخص بحسن الاجر من أحسن الظنا وكم محسن للظن بالله جاءه ففاز بما اضفى عليه وما منا اذا كان حسن الظن بالخلق نافعا فكيف برحمان رحيم له دنا عندما تحسن الظن بالله ستعلم أن المنع منه هو أجمل عطاياه. والدعاء يكون مقتصر على حسن ظن العبد بربه، ولهذا فثق بأن الله يغير كل حال. وثقة العبد بالله تجعله يوقن أن الله قادر على ان يغير حاله إلى أفضل حال. الله هو خالق هذه الدنيا ومن عليها، وهو القادر على أن يغير حال كل انسان من حال لآخر، كل ما عليه هو أن يحسن الظن به لكي يكتب له الخير في الدنيا والآخرة، فحسن الظن بالله من الركائز المهمة في العقيدة الإسلامية قال الشاعر / مَنْ ظَنَّ باللهِ خَيْراً جادَ مُبْتَدِئاً والبُخْلُ مِنْ سُوءِ ظَنِّ المَرْءِ باللهِ الظنون أول ما تكون خاطرة أو وسواساً، ثم إن لم يدافعها الإنسان توطدت واستقرت في القلب، فتحولت إلى فكرة، فيحمل الإنسان موقفا تجاه الشخص المظنون، ويمتلئ القلب بالضغينة عليه، ثم تبدأ ترجمة ذلك الظن إلى سلوك قولي وعملي، فيتبع سوء الظن التجسس والغيبة والجفاء غالبا، ولذلك لما أمر الله باجتناب الظن أتبعه بالنهي عن التجسس والغيبة، فقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا...) والمقصود بالظن المأمور باجتنابه هو التخون والتهمة للناس من غير بينة واضحة، بل قد يرى الإنسان شيئاً، أو يسمع كلمة، فيلقي الشيطان في قلبه سوءا، ويزين له الظن السيء، ثم لا يزال يغري صدره بالأوهام والوساوس حتى يصبح عنده يقين مزعوم بالسوء، فنهي المسلم عن متابعة هذا الوارد، والاسترسال في الظن بالناس بغير حق . ولذلك جعله النبي صلى الله عليه وسلم أكذب الحديث ، قال: ( إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا ) . قال سفيان: الظن ظنان: فظن إثم، وظن ليس بإثم، فأما الظن الذي هو إثم فالذي يظن ظنا ويتكلم به، وأما الظن الذي ليس بإثم فالذي يظن ولا يتكلم به. وإنما جعله أكذب الحديث؛ لأن الكذب مستقبح شرعا وعقلا، وقد استقر في الأذهان استقباحه، فهو افتراء محض، لكن لما كان صاحب الظن يتوهم أنه يستند في وهمه على أمارات تسوغ له ظلم المظنون، أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يلفت نظره إلى أنه أشد من الكذب، حتى يحذر من التخوض في الأعراض بغير حق . قال الشاعر / يارب إن عظمت ذنوبي كثرة فلقد علمت بأن عفوك أعظم أدعوك ربّ كما أمرت تضرّعاً فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم إن كان لا يرجوك إلاّ محسن فبمن يلوذ ويستجير المجرمُ ما لي إليك وسيلة إلا الرجا وجميل عفوك ثم إني مسلمُ لا يوجد في هذه الحياة ماهو أريح لقلب الإنسان وأهدأ وأسعد لنفسه، من حسن الظن، حسن الظن في الله وفي الناس والأهل والأزواج والزملاء والجيران..، فبهذه الصفة يسلم العباد من أذى الخواطر المقلقة التي تؤذي النفس، وتكدر البال، وتتعب الجسد. فسوء الظن يؤدي إلى الخصومات والعداوات ويقطع الصلات بين الناس أولا وبين الناس وخالقهم قال المتنبي / إذا ساء فعلُ المرءِ ساءتْ ظنونُه وصدَّق ما يعتادُه من توهُّمِ وعادى محبِّيه بقولِ عُـداتِه فأصبح في دَاجٍ من الشَّكِّ مظلمِ إذا كان سوء الظن يحمل على التجسس والتحسس والغيبة والتحاسد والتباغض والتدابر ويقطع العلاقة بين المتآخين، فإن المسلم مأمور بأن يحسن الظن بإخوانه، وأن يحمل ما يصدر عنهم من قول أو فعل على محمل حسن ما لم يتحول الظن إلى يقين جازم، فالله عز وجل أمرنا بالتثبت فيما يصدر من الغير نحونا ونحو إخواننا قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ) فكم أوقع سوء الظن السيئ من فراق بين المتحابين، وقطيعة بين المتواصلين، ولو لم يكن الظن على درجة عظيمة من الخطورة والأهمية في إضعاف روح الموالاة بين المؤمنين لما أكد الله عز وجل على ذلك في الكتاب والسنة . قال الشَّاعر / حَسِّنِ الظَّنَّ تعشْ في غبطةٍ إنَّ حُسْن الظَّنِّ مِن أوقى الجننْ مَن يظن السُّوءَ يُجْزَى مثلَه قلَّما يُجْزَى قبيحٌ بحسنْ ولحسن الظن فوائد منها حُسْن الظَّن علامة على كمال الإيمان في قلب المتحلِّي به، فلا يظنُّ بالمؤمنين خيرًا إلا من كان منهم. وفيه إغلاق باب الفتنة والشَّر على الشَّيطان الرَّجيم؛ فإنَّ من أبوابه سوء الظَّن بالمسلمين . وحسن الضن طريق من طرق زيادة الألفة والمحبَّة بين أفراد المجتمع المسلم، وحماية له من التَّفكُّك والتَّشرذم ، وكذلك هو حصن منيع يحمي المجتمع من إشاعة الفاحشة، وانتشار الرَّذيلة، وبه يسلم المجتمع من انتِّهاك حقوق النَّاس وأعراضهم وخصوصياتهم. وهو دليل على سلامة وراحة القلب وطهارة النَّفس . قال الشاعر / عليـك بحسن الظن في الكون وأهله تمــد بطــل الكـون خيـراً وبلـه ومهمـا رأيت النكر فانكره ظاهراً واشـهد خصـوص السـر تحـظ بفضـله ولا تعتقــد ســوءاً تـراه بمسـلم يمــوت عليــه إذ رأيــت لجهلـه وأقول إن حسن الظن بالله ركيزة مهمة من ركائز الإيمان والعقيدة. من استطاع أن يحسن الظن بالله فقد نال السعادة الحقيقية في الدنيا، والنجاة في الآخرة . قال الإمام علي رضي الله عنه / إلهي أنت ذو فضل ومن وإني ذو خطايا فاعف عني وظني فيك يا ربي جميل فحقق يا إلهي حسن ظني |
المشـاهدات 74 تاريخ الإضافـة 04/01/2025 رقم المحتوى 57762 |
في الهواء الطلق حاميها ليس بحاميها |
البودكاست وأهميته في التثقيف والتوعية |
صدر عن دائرة الثقافة والفنون في الشارقة العنف والفوضى المنظمة في مسرح شكسبير جديد ((د. فاضل سوداني)) |
سلطنة عُمان تستضيف فعاليات مهرجان المسرح العربي في دورته الخامسة عشرة مسرحيتان تمثلان العراق بمهرجان المسرح العربي في مسقط |
عيون المدينة بحوث علمية مع وقف التنفيذ .! |