النـص : لكم ان تتخيلوا ماذا ستكون اجابة واحدة من الـ (مشهورات) على اجراء موظف حكومي مختص وهو يسألها (من اين لك هذا؟).هذه الحالة الطارئة (المشهورات) وكثرة تجاوزاتها على الناس واسترجالها على البعض تأتى من سند وظهر يقف وراء استفحال هذه الحالة التي افرختها ظاهرة اوسع تنتظر من يعالجها بإجراء حكومي يوجه لصقورها الكبار السؤال نفسه (من اين لك هذا؟) هذا السؤال الذي نص عليه القانون وشرعه البرلمان في ازدواجية باينة للعميان اذ من بين من وقعوا على هذا القانون من تنطبق عليهم نصوصه!.
ثراء فاحش وباين على عدد من الاشخاص ، تبذير بالاموال يصل حد الحرق والهدر من دون اي رادع او مبالات ، ولا تحتاج الاجهزة الحكومية والقضائية المختصة لجهود مضنية للكشف عن ابطال هذه الحالة لانهم يقدمون انفسهم بكل وقاحة وسذاجة وغباء على مواقع ما يسمى بالتواصل الاجتماعي ويوثقون تصويرياً جلساتهم في الملاهي والنوادي الليلية وغير الليلية او حتى في يومياتهم المنزلية وفي الاسواق فمنهم من يشتري قلادات ذهب ليلبسها الى (كلبه او كلبته ـ او كلبها او كلبتها) ويتبارون ويتفاخرون بذلك ، وآخر يرمي بالاموال الطائلة التي تكفي لشراء غذاء وتموينية لقطاع سكني بحاله يرميها على تشجيعا واندفاعاً ليحيي هز وسط راقصة لم تتأتى لها الفرصة لتصبح شهيرة من المشهورات وهي ما تزال تنتظر فرصتها المشروعة في ظل عالم متهاتر تسوده الضباع البشرية الفاسدة التي يحيلنا والحال تلك الى مقولة (فيك الخصام وانت الخصم والحكمُ) فالسارق الناهب هو المشرّع وهو المنفذ وبالتالي التشريع والتنفيذ معطلان ولم يبق سوى النهب والفرهود هما فقط الشغالان.
من الطيب ان تحس بمشاعر مسؤول حكومي رفيع اذا لم يكن الارفع والاعلى وهو يتحدث عن هموم المتقاعدين وكيف انهم افنوا عمرهم في مؤسسات الدولة ولم يخرجوا منها بما يحصنهم من عاديات الدهر ويكفيهم حاجاتهم لما تبق من عمرهم الرذيل! المليء بالامراض والعلل.
معادلتان واحدة لا تشبه الاخرى مجموعة ثراء فاحش تقابلها مجموعة فقر وعوز وكلاهما تحت مظلة حكومية واحدة ، مظلة لا نطلب من اكثر من طاقتها ، لا نطلب منها سوى ان تطبق القانون وليس مرة واحدة وانما جزئياً لحين ان تعتاد عليه (اقصد في القضايا التي ذكرتها) وان تعيد بناء ثقافتها فبدلا من البحث عن المتظاهرين ومن يساندهم في المطالبة بحقوقهم المشروعة وملاحقتهم والتضييق عليهم وقطع ارزاقهم بدلا من ذلك ابحثوا عن احتياجاتهموحقوقهم المشروعة ولبوها لهم فأنتم الرعاة (رسمياً) وهم الرعية وطريق الحق واضح لا لبس فيه.
|